حذر من سياسة التدخل في شؤون الدول وانتهاك سيادتها.. بوتين يحمّل أميركا مسؤولية زعزعة استقرار الأمن العالمي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الانسحاب الأميركي من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة زعزع استقرار الأمن العالمي وقال: إن الأمن الاستراتيجي يجب أن يكون موضوع نقاش مفتوح بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن محادثته الأخيرة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب حول التطورات في مجال الأمن العالمي تبعث على نوع من التفاؤل، ولكنه شدد على أهمية الخطوات العملية، لأن تجاهل التهديدات والمخاطر الحالية في العالم يمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية.
و خلال لقائه أمس رؤساء تحرير عدد من وكالات الأنباء الدولية على هامش فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي تحدث بوتين عن ضرورة إشراك كل الدول النووية، وليس المعترف بها رسميا فقط، في مفاوضات الاستقرار الاستراتيجي العالمي، معتبرا أن حوار كافة الدول النووية حول ضمانات الأمن قد يمثل الضوء في آخر النفق.
وأشار بوتين إلى أنه وفي ظل انسحاب الأميركيين من الاتفاقات الخاصة بضبط التسلح، تبقى أنظمة السلاح الروسية كفيلة بضمان أمن روسيا على المدى الطويل، مؤكدا تحقيق بلاده التفوق في مجال الأسلحة فرط الصوتية، لافتا إلى أن روسيا مستعدة للتخلي عن معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، المعروفة باسم «ستارت الجديدة»، إذا لم يكن هناك اهتمام بتمديدها.
ولكنه أضاف: قلنا مئات المرات إننا مستعدون لتمديدها، وتابع أنّ واشنطن لا تجري أي محادثات مع موسكو في هذا الشأن، وقال لا وجود لأي عملية مباحثات رسمية، وفي عام 2021، كل شيء سينتهي.
ووقع الرئيسان السابقان الأميركي باراك اوباما والروسي ديمتري ميدفيديف الاتفاقية عام 2010 في براغ، وتعد «ستارت الجديدة» إلى جانب اتفاقية التخلص من الأسلحة النووية المتوسطة المدى حجر الزاوية للحد من أسلحة القوى الكبرى.
وحذّر بوتين من أنّ التداعيات المحتملة إذا جرى التخلي عن «ستارت الجديدة» ستكون ضخمة، وأن البديل سيكون تأجيج سباق تسلح نووي.
وإضافة إلى مسألة ضبط التسلح والاستقرار الاستراتيجي، تطرق بوتين خلال الاجتماع إلى أزمة فنزويلا وموقف موسكو منها، ورؤيتها لقضية أسعار النفط، إضافة إلى حال وآفاق الاقتصاد الروسي، وقال نحن ضد التدخل الخارجي في شؤون الدول وانتهاك سيادتها فالتدخل يفضي إلى نتائج كارثية.
ودعا بوتين الى ضرورة تشكيل منصة دولية واسعة من أجل مناقشة الملف النووي الايراني، موضحا أن إيران قدمت الكثير من المواقف الايجابية.
وبالنسبة لأسواق النفط شدد بوتين على أن روسيا لا تسعى لرفع أسعار النفط وإنما تسعى فقط لتحقيق توازن فيها بحيث تكون مستقرة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الروسي ليس بحاجة إلى أن تكون أسعار النفط مرتفعة وذلك بسبب تنوعه، مشيرا إلى أن موسكو نجحت في تخطي الصعوبات الاقتصادية التي كان يراهن عليها الكثير في الغرب بأنها ستعيق تطور روسيا.
بموازاة ذلك أكدت حاكمة البنك المركزي الروسي ألفيرا نابيؤلينا أن المركزي يواصل العمل على تنويع احتياطياته، والابتعاد بشكل تدريجي عن الدولار.
وقالت نابيؤلينا في حديث لصحيفة «نيكي» اليابانية نشر أمس إن نمو الاقتصاد الروسي تباطأ خلال العامين 2014 – 2015 بعد فرض العقوبات الغربية، وكان لذلك تأثير سلبي على احتياطات البلاد، التي تراجعت إلى 356 مليار دولار.
وتابعت: لكن الاحتياطيات تعافت، لتصل حاليا إلى 490 مليار دولار، ونعمل حاليا على تنويع الاحتياطات من أجل استخدامها في ظروف اقتصادية وجيوسياسية مختلفة.
وشددت على أن الابتعاد عن الدولار هو أحد أهم نقاط سياسة المركزي الروسي في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن روسيا تقوم بزيادة حصة اليوان واليورو والذهب في الاحتياطيات بشكل تدريجي على حساب الدولار.
وأضافت أن حجم الاحتياطات يسمح للحكومة الروسية الحفاظ على الاستقرار المالي في البلاد، متوقعة أن تصل الاحتياطيات قريبا مستوى النصف تريليون دولار.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996