من يشعل النار تحت «برميل البارود»؟

ليس من قبيل الصدفة أن تطلق تسمية «برميل البارود» على منطقة الشرق الأوسط فهي عبر التاريخ شكلت الممر والمستقر للحركات الاستعمارية في العالم وزادها الأمر «ابتلاءً» اكتشاف النفط فيها بكميات كبيرة وزرع كيان الاحتلال الإسرائيلي فيها بداية الأربعينيات من القرن الماضي.
موجات الاستعمار التي مرت على «برميل البارود» من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب لم تتوقف ومعها نضال شعوب المنطقة لم يهدأ.. والبرميل اليوم يغلي على نار الأطماع الأميركية والتحريضات الإسرائيلية غير الخافية على أحد، إذ لا يمكن فصل ما يحضر لمنطقة الخليج العربي عن قضية العرب الكبرى التي استنزفت دولهم وشعوبهم على مدى سبعين عاماً دماءً وأموالاً وموارداً ومازالت.
يحاول كيان الاحتلال الإسرائيلي أن ينقل مسرح الحرب من فلسطين المحتلة إلى الخليج العربي بعيداً عن خاصرته وهو يبذل قصارى جهده لإشعال برميل البارود في منطقة تعج بتناقضات المصالح الغربية مع مصالح دول المنطقة بعيداً عن فلسطين.
لم يكن عبثاً انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي السداسي مع ايران، وليس من باب الصدفة أن تبقي واشنطن قواتها المحتلة في منطقة التنف والجزيرة السورية رغم إعلان ترامب نيته سحب قواته من هذه المنطقة.. لأنها جزء من خطة اشعال برميل البارود بعيداً عن حدود فلسطين.
الحرب السعودية على اليمن ليست سوى مرحلة من المخطط الناري وخطط العدو الإسرائيلي لإشغال العالم وإلهاء دول المنطقة وشعوبها بحرب ليست أولوية وليست حتمية كما هي حربنا وكفاحنا ضد كيان الاحتلال الذي احتل قلب منطقتنا العربية.
العالم يعرب عن قلقه من التداعيات الخطيرة لإشعال حرب جديدة في المنطقة لا يُعرف حدها ومسارها، في وقت تنشغل دول المنطقة بإطفاء حروبها الملتهبة ومواجهة تنظيمات ارهابية صنعتها دول غربية فتيلاً لحروب متنقلة وخدمة لأجنداتها الاستعمارية.
ويبقى أن برميل البارود قد ينفجر في أي لحظة مع التصريحات الأميركية بإرسال المزيد من الجنود وحاملات الطائرات إلى بحر الخليج الهائج، ومع لهيب النفط الذي لفح نواقله مرات عدة .. ومع ترنح صفقة القرن المشؤومة رغم كل الضغوطات الأميركية قد يصبح خيار النار هو الأقرب..

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا