الجولان عائد.. والاحتلال زائل

المقاومة المستمرة التي يبديها أهلنا في الجولان المحتل، وتصديهم الدائم لكل مخططات العدو الصهيوني وإجراءاته التعسفية، ليست غريبة كونها متجذرة في عروقهم، وإضرابهم اليوم ضد مخطط تركيب المراوح الهوائية الذي يهدف للاستيلاء على آلاف الدونمات الزراعية، وهبتهم المستنكرة لعقد اجتماع لحكومة الاحتلال على أرض الجولان، وتسمية مستوطنة باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هي امتداد طبيعي لنضالهم الدؤوب ضد المحتل الإسرائيلي ومخططاته العنصرية، حتى دحر الاحتلال بشكل كامل عن تراب الجولان.
الإجراءات الصهيونية المتسارعة، والرامية إلى تكريس الاحتلال في الجولان وفرضه كأمر واقع، لا تنفصل عما ترتكبه حكومة العدو من اعتداءات متكررة على الأراضي العربية السورية في سياق دعم الإرهاب الذي رعته وغذته باعتبارها جزءا لا يتجزأ من منظومة العدوان.. وبعد دحر أذرعها الإرهابية في الجنوب، وفشل مشروعها العدواني تتعمد رفع منسوب سياستها الاستفزازية والتوسعية بما يتماهى مع التصعيد الأميركي تجاه سورية وشعبها، سواء لجهة تأمين الحماية للتنظيمات الإرهابية، أو لجهة تسعير إرهابها الاقتصادي، لمنع سورية من استعادة عافيتها بشكل كامل، ومحاولة تحييد دورها المقاوم والممانع لكل المخططات المعدة للمنطقة برمتها.
فالإدارة الأميركية وبعد فشلها بتحقيق مشروعها الاستعماري الجديد من خلال أدواتها الإرهابية، سارعت إلى التغيير في نهجها العدواني، واتخذت الكثير من الإجراءات التي تتوهم بأنها ستجلب الأمن للكيان الصهيوني، بدءا من محاولتها إسقاط صفة الاحتلال عن الجولان السوري، وإعلان ترامب المشؤوم بشأن الجولان في آذار الماضي، مرورا بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال، ونقل سفارتها إليها، ووصولا إلى الخطوات المحمومة لوضع «صفقة القرن» قيد التنفيذ لتصفية الوجود الفلسطيني، وكل ذلك يهدف لجعل المنطقة عرضة للحروب والفوضى، على ألا تنتهي إلا بحال شرعنة الاحتلال الصهيوني لكل الأراضي العربية المغتصبة.
سلطات الاحتلال جهدت منذ الأيام الأولى لاحتلالها الجولان إلى تغيير معالمه التاريخية والحضارية والديموغرافية، ولكن الفشل لا يزال يلازمها، ولم تستطع محو أو تزييف هويته العربية السورية، ولن تستطيع في قادمات الأيام فرض مشيئتها وقوانينها العنصرية، بفضل قوة الإرادة التي يمتلكها أهلنا الصامدون في الجولان، وتشبثهم بأرضهم ومنازلهم، وتصديهم المستمر لكل المخططات الصهيوني، ولثقتهم الأكيدة بأن الدولة السورية لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير كل شبر من الجولان، بنفس القوة والإرادة التي حررت الكثير من المناطق من رجس الإرهاب وداعميه، فحقها الثابت باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 19-6-2019
الرقم: 17004

آخر الأخبار
الشيباني عن زيارته للدوحة: بحثنا توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون زيارة الشرع المرتقبة إلى موسكو.. وإعادة رسم طبيعة الشراكة الجوز واللوز والفستق الحلبي.. كسر حاجز الكماليات وعودة للأسواق مركز الأحوال الشخصية بجرمانا.. خدمات متكاملة خطة لإعادة تأهيله.. تقييم أضرار مبنى السرايا التاريخي تدمير القطاع الصحي.. سلاحٌ إسرائيليُّ آخر لقتل الفلسطينيين تطوير وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي في ريف القنيطرة في الشهر الوردي.. ثمانون عيادة في اللاذقية للفحص والتوعية محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة ترامب أسعار الكوسا والبطاطا في درعا تتراجع.. والبندورة مستقرة  "السورية لحقوق الإنسان" تستقبل وفداً من "الآلية الدولية المحايدة والمستقلة"  التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج منشآت صناعية وحرفية بحلب تفتقر للكهرباء.. فهل من مجيب..؟ سيارة جديدة للنظافة.. هل ستنهي مشهد القمامة في شوارع صحنايا؟! كيف نتعامل مع الفساد عبر فهم أسبابه؟ الشهر الوردي.. خطوة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً فوضى البسطات في الحرم الجامعي.. اغتيال لصورة العلم وحرمة المكان  غموض وقلق يحيطان بالمؤقتين .. مامصيرهم بعد قرار عدم تجديد العقود؟ الغلاء في زمن الوفرة.. حين لا يصل الفلاح إلى المستهلك حملة الوفاء لكفروما أم الشهداء.. إعادة تأهيل المدارس في مرحلتها الأولى