الحكم على 151 معارضاً بالسجن مدى الحياة…أردوغان يتخبط بين خياري الهزيمة أو تزوير النتائج في الانتخابات المعادة

هو رئيس النظام التركي رجب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» بات قاب قوسين أو أدنى من اختبار جديد لشعبيته المتدهورة، والتي تتراجع يوماً بعد آخر، وإن كان هذا الاختبار عنوانه العريض انتخابات بلدية اسطنبول المعادة والتي ستجري يوم الأحد، حيث يأبى أردوغان الهزيمة، ويصر ولو كان بتلفيق الروايات، والإتيان بمخالفات لا أساس لها من الصحة، على أن الانتخابات السابقة شابتها مخالفات، فيما كل القصة بحسب محللين أن الاتراك قالوا لأردوغان ولحزبه عبر صناديق الاقتراع لا، وسياستك وحزبك لا تناسبنا، هذه السياسة الاستبدادية كان جديدها ما صدر من أحكام قضائية أمس بالسجن مدى الحياة في حق «قادة» الانقلاب الفاشل الذي جرى عام 2016.
وبحسب مصادر رسمية يصوت سكان اسطنبول مجددا يوم الأحد المقبل لاختيار رئيس لبلديتهم، بعد إلغاء نتائج الانتخابات السابقة التي فاز بها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
ويعلق الطرفان أهمية كبيرة على هذه الانتخابات في عاصمة تركيا الاقتصادية التي يعيش فيها 16 مليون شخص، وأكد أردوغان أن من يفوز في اسطنبول يفوز في تركيا.
وتأتي هذ الانتخابات بعد نحو ثلاثة أشهر على أول انتخابات بلدية جرت في المدينة، وفاز بها الوجه المعارض الصاعد أكرم إمام أوغلو، على حساب رئيس الحكومة السابق، بن علي يلدريم، المقرب من أردوغان.
وطعن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في نتيجة الانتخابات مشيرا إلى ما سماه تجاوزات كثيرة تخللتها، ما دفع بالقضاء إلى إلغائها.
وفي هذا الصدد قال محللون إن نتائج الانتخابات المعادة ستؤثر سلبا على أردوغان مهما كانت، ويرى الباحث في المؤسسة الفرنسية للدراسات الأناضولية، جان ماركو، أن تلقي أردوغان لهزيمة ثانية سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة انتخابات الحادي والثلاثين من آذار، أما في حال فوز يلدريم، فلن يكون هذا الفوز مشرفا لأن الذرائع التي قدمت لإلغاء النتائج الأولى لم تكن مقنعة، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع من لا يستطيع تحمل هزيمة.
وتحظى بلدية اسطنبول بميزانية ضخمة، ما يتيح لحزب أردوغان الكثير من النفوذ فيها في حال فاز مرشحه برئاسة بلديتها.
وكشفت نتائج الانتخابات الأولى في اسطنبول تراجع شعبية حزب «العدالة والتنمية» بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركيا، خصوصا مع انهيار قيمة الليرة التركية وارتفاع نسبة البطالة.

من جهة ثانية أصدر القضاء التركي التابع لنظام رجب طيب أردوغان أمس أحكاما بالسجن مدى الحياة بحق 151 شخصا بزعم ارتباطهم بمحاولة الانقلاب التي جرت في تموز من عام 2016.
وذكرت فرانس برس أنه تم الحكم على 128 من بين هؤلاء بالسجن المشدد مدى الحياة في حين حكم على 23 آخرين بالسجن المؤبد بتهم تتضمن محاولة إطاحة النظام الدستوري والاغتيال ومحاولة القتل.
وشملت أحكام السجن مدى الحياة قائد القوات الجوية السابق أكين أوزتورك ومساعد أردوغان السابق علي يازجي.
كما تم إصدار أحكام بالسجن تصل إلى 20 عاما بحق 27 متهما آخرين بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.
وتمت خلال هذه المحاكمة الرئيسية بشأن محاولة الانقلاب محاكمة 224 شخصا بينهم نحو 20 جنرالا سابقا وهي واحدة من القضايا الرئيسية المتعلقة بالانقلاب وبين هؤلاء مثل 176 أمام المحكمة وهم رهن الاحتجاز و35 كان أطلق سراحهم و13 حوكموا غيابيا.
وبدأت المحاكمة في أيار عام 2017 في أكبر قاعة محكمة في البلاد في مجمع سجون في بلدة سينجان قرب أنقرة وقد بنيت القاعة خصيصا لاستيعاب جلسات المحاكمات المرتبطة بمحاولة الانقلاب وهي تتسع لنحو 1558 شخصا.
وكالات – الثورة

التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006