الاحتجاجات تعم المدن الفلسطينية.. «ورشة البحرين» تمهد لـ «خطيئة القرن» اليوم.. وإشارة البدء بإشهار التطبيع العلني!
من المقرر أن تنطلق في المنامة اليوم ما تسمى « ورشة البحرين الاقتصادية» ضمن مؤامرة «خطيئة القرن» الأميركية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وسط رفض فلسطيني قاطع للصفقة التي يعتبرونها إعادة إنتاج لوعد بلفور المشؤوم وتكريس الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم وسلب حقوقهم التي أقرتها الشرعية الدولية، وترحيب كبير من قبل مشيخات الخليج التي تتسابق للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ومن المفترض أن تقرر ورشة البحرين تأسيس «هيئة تنفيذية لصفقة القرن» يكون مقرها في المنامة على أن تعقد كل المؤتمرات والورش المتعلقة بهذه الصفقة في البحرين، ونقلت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر دبلوماسية أن السعودية والإمارات و»إسرائيل» اتفقت على أن خطوة البحرين ستكون مقدمة لعلاقات رسمية بين «إسرائيل» ودول مجلس التعاون الخليجي وأن اللاعب الرئيس لإقامة هذه العلاقات هو السعودية التي لا تريد حالياً أن تكون في الواجهة ولهذا تستخدم البحرين وسيلة في ذلك.
صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية نقلت عن مسؤول سعودي قوله إن الملك سلمان وولي عهده يحاولان إقناع الفلسطينيين بدراسة التطورات السياسية والاقتصادية بجدية ضمن «صفقة القرن» وان السعودية وبلدانا أخرى على استعداد لاستثمار مبالغ ضخمة في الصفقة.
وبين المسؤول السعودي أنه بالنسبة لبلاده ودول الخليج فإن»زمن الحرب مع إسرائيل انتهى وولى وأن مزايا التطبيع كبيرة للغاية والتاريخ أتاح فرصة لتحقيق التطبيع ونأمل أن تنتهز إسرائيل هذه الفرصة، لافتا إلى أن زيارة مسؤول إسرائيلي رسمياً إلى السعودية باتت مسألة وقت».
هذا وقد شهدت العديد من المدن والبلدات الفلسطينية أمس وقفات احتجاجية رفضا لما تسمى «صفقة القرن» وللورشة الاقتصادية التي دعت الولايات المتحدة الأميركية لعقدها في العاصمة البحرينية المنامة اليوم وغدا.
وذكرت وكالة وفا أن الفلسطينيين نظموا وقفات احتجاجية في رام الله ونابلس وطوباس وقلقيلية رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات باللغتين العربية والانكليزية أكدوا فيها أن «صفقة القرن» لن تمر ووقوفهم صفا واحدا في وجه كل المؤامرات الأميركية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتمسكهم بالمقاومة حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفض كل أشكال التطبيع معه.
وفي قطاع غزة المحاصر احتشد الفلسطينيون أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ورفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تؤكد على التشبث بالحقوق الوطنية وعلى رأسها حق العودة للاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس مهما بلغت التضحيات داعين إلى تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة «ورشة البحرين» والتحديات والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية مطالبين الأنظمة العربية التي أعلنت عن مشاركتها بالورشة بمقاطعتها.
وكان الفلسطينيون أعلنوا اليوم الثلاثاء يوم غضب وإضراب شامل تنديدا بعقد الورشة.
وفي سياق متصل نظمت جمعية الوفاق الوطني البحرينية أمس في بيروت مؤتمرا بعنوان «منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار» أوضحت فيه مخاطر ما يسمى «صفقة القرن» وتداعياتها على حقوق الشعب الفلسطيني.
ولفت المشاركون إلى المواقف المشرفة للدول الرافضة لـ»الورشة الاقتصادية» في البحرين الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية مؤكدين ضرورة الثبات عليها بما يحقق نصرة الشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور عبد الرزاق إسماعيل من السفارة السورية في بيروت في كلمة سورية خلال المؤتمر: إن ما يسمى «صفقة البحرين» هو الخطر الاستراتيجي الذي يهدد فلسطين والجولان العربي السوري وكل منطقتنا.
وأكد أن انتصار سورية الاستراتيجي في وجه أعتى مشروع استعماري تقسيمي تكفيري هو مؤشر على حتمية فشل هذه الصفقة مشددا على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية لسورية وكل العرب الشرفاء حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المغتصبة.
وفي بيان ختامي صادر عن اللجنة المنظمة للمؤتمر أشاد المشاركون بالحراك الشعبي العربي والدولي المناصر للقضية الفلسطينية والمناهض لـ «صفقة القرن» رغم التواطؤ الدولي.
حضر المؤتمر شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية من دول مختلفة وبمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية وممثلين عن أحزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني في لبنان.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008