تحتاج كل أسرة في قرية الجابرية ( 20 كم شرق حمص ) إلى ملء خزان مياه نظيفة سعة خمسة براميل لزوم الشرب والاستعمالات الأخرى كل أربعة أيام، وبسعر 1800 ليرة سورية، ما يشكل أعباءً مادية على السكان البالغ عددهم حوالي 7000 نسمة، و المصنفون ضمن فئة ذوي الدخل المحدود، ومعاناتهم هذه ليست وليدة اللحظة، وإنما منذ عدة سنوات، ورغم الشكاوي العديدة وطرح الموضوع أكثر من مرة استمرت المعاناة، ومياه القرية الآتية من بئر في قرية غزالة المجاورة للجابرية غير صالحة للشرب، بحسب نتائج تحليل دائرة الصحة المدرسية في حمص، وحتى أن السكان العاديين في القرية يعرفون أنها غير صالحة للشرب فلونها بني وذات طعم ورائحة كريهين، وقد سبق أن أدت – بحسب شهادات السكان – إلى أمراض بين تلاميذ المدارس في القرية كالتهاب الكبد والحمّى، وإزاء هذه المشكلة عمد السكان إلى حفر آبار عربية في أراضيهم لكن دون جدوى، بالإضافة إلى أن شبكة المياه لا تصل إلا لـ 700 مشترك، وهناك حوالي 200 مشترك في التوسع لا تصلهم المياه أبداً، والحال بالنسبة لشبكة الصرف الصحي ليس أفضل، فهي أيضاً لا تصل إلى التوسع وشوارع القرية مليئة بالحفر وهي بحاجة لتعبيد وتزفيت، وظهرت مشكلة النقل بين القرية ومدينة حمص مع بداية الأحداث في المحافظة، إذ يوجد الآن سرفيسان يعملان على خط القرية فقط وتستفيد من خدماتهما أكثر من قرية، وتشتهر القريبة بزراعة الزيتون والعنب واللوز، وهي ترفد السوق المحلية بهذه المنتجات.
رئيس بلدية الجابرية مجد عباس ورداً على تساؤلنا بخصوص الوضع الخدمي في القرية وخاصة مياه الشرب قال: تفاقمت مشكلة المياه في القرية مع بداية الأحداث لأننا كنا نشرب من خط الرستن وقد انقطع منذ عام 2011، والمياه المغذية للقرية حالياً غير صالحة للشرب، وقد طرحنا الموضوع مع الجهات المعنية في المحافظة و أرسلنا عدة كتب لمؤسسة المياه، وكان الرد أنه لا يوجد اعتماد مالي لحفر بئر خاص بالقرية أو لتحسين الوضع الحالي، أما بخصوص الصرف الصحي فننتظر تمويل مشروع صرف صحي للقرية مع بداية الشهر السابع من موازنة المحافظة وهو مدروس وجاهز للتنفيذ، كما طلبنا أن يتم تخصيص باص نقل داخلي للقرية خاصة وأنها قريبة من المدينة، لكن حتى الآن لم يحصل شيئ لحل مشكلة النقل في القرية باختصار إن قرية الجابرية بحاجة لمزيد من الاهتمام من قبل الجهات المعنية في المحافظة.
حمص- سهيلة إسماعيل:
التاريخ: الخميس 27-6-2019
الرقم: 17010