ندوة… الدراما السورية هل ينقذها مشروع خبز الحياة..؟… الريس: هدفنـــا نهضـــــة فكريـــــة ثقافيــــــة دراميـــة
بين مؤيد للمشروع وبين من يضع العراقيل في طريقه، انطلق ماأطلق عليه مشروع» خبز الحياة» بعد الظروف الصعبة التي أنتجتها الحرب على سورية، وتأثير ذلك على الدراما سواء على صعيد الإنتاج أو الأجور، أو على صعيد خلو الساحة الفنية من عدد من النجوم، مادفع بالمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وعلى رأسها مديرها زياد الريس للبحث عن حلول لتحقيق المعادلة التي تحقق استمرارية العمل، وفي الآن نفسه تحقيق عائدات مالية تكون عونا للفنانين والفنيين في الآن نفسه.
وقد طرحت ندوة «أماسي» بإدارة ملهم الصالح «دراما خبز الحياة، مالها وما عليها» في مركز ثقافي «أبو رمانة» حيث سلط الضوء على أهم الأعمال السورية التي قدمت في الموسم الرمضاني من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وقد استعرض زياد جريس الريس مدير عام المؤسسة واقع الدراما في ظل الحرب، هذا الواقع الذي انعكس سلبا على العاملين في الدراما من فنانين وفنيين، كما أوضح مضمون مشروع خبز الحياة وأهدافه والخطوات الإجرائية التي قام بها فقال:
يهدف المشروع إلى الاستثمار بالطاقة البشرية الكبيرة في هذا القطاع، وخصوصا أن الأغلبية منهم لم يعمل خلال هذه المرحلة الصعبة، وقد انطلقت فكرة المشروع لخلق حالة فكرية ثقافية درامية إعلامية يلتف حولها أكبر عدد ممكن من الفنانين، وإظهار دور مؤسسة الانتاج في النهوض بالحالة الدرامية، هذا إلى جانب تشكيل حالة فكرية ثقافية نستطيع من خلالهاإعادة البناء وإعادة إعمار الفكر الإنساني.
وأضاف: ومشروع خبز الحياة اعتمد على أهداف ثلاثة وهي» تشغيل أكبر عدد ممكن من الفنانين والفنيين، تحقيق النهضة الفكرية، الثقافية الدرامية، وتجاوز للمعوقات ومعالجتها، ومن أجل ذلك تم تقسيم الأعمال إلى ثلاثة أنواع «أعمال قليلة الكلفة الإنتاجية، أعمال متوسطة الكلفة الإنتاجية، وأعمال سوبر بردكشن، عالية الكلفة الإنتاجية» وحققت هذه الطريقة نجاحا لافتا على الصعد كافة» الإنتاجي، التشغيلي، التسويقي».
وبهذه الطريقة أصبحت القيمة الإنتاجية التي كانت تنتج ثلاثة أعمال، تنتج ستة أو سبعة أعمال، ماأتاح الفرصة لظهور الوجوه الشابة الجديدة من الخريجين، وعمت الفائدة على الجميع، حيث تم التعاقد مع 1600 فنان وفني في وضع راهن يعاني فيه الممثلون من شح في فرص التشغيل.
طموحات المؤسسة
سعت المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى استقطاب الفنانين والفنيين وقد تحقق لها ذلك من خلال الأعمال التي قدمت وهي «عن الهوى والجوى، ومضات، أثر الفراشة، ناس من ورق، شوارع الشام العتيقة، غفوة القلوب، وترجمان الأشواق» كما تم شراء كاميرات حديثة وأجهزة إضاءة.
وبين الريس أن الطموح كبير لبناء مدينتين دراميتين، واحدة للدراما التاريخية وأخرى للأعمال المعاصرة، وإنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالمؤسسة، إضافة لامتلاك شركة تسويق وتوزيع.
مناقشات
تحدث الفنان هشام كفارنة عن ضرورة تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وعدم تكرار الممثل في أكثر من عمل ليتاح الفرصة للآخرين بالمشاركة، والنظر في الأجور لأنها قليلة ولاتكفي حتى لتكاليف الحياة البدهية.
واعترضت الفنانة فيلدا سمور عن تغييبها وعدم اشراكها في أي عمل لهذا الموسم بينما كان للبعض فرصة الظهور في أكثر من عمل، وعقب المدير الريس أن لاموقف مسبق من أي فنان، لكن معايير اختيار الممثل للدور يحكمها اختيار المخرج والنص وكثير من الفنانين يرفضون العمل لقلة الأجور.
بينما توقف أحمد هلال عند ضرورة التركيز على البطولات الجماعية لأن الدراما تعتمد في نجاحها على التشاركية والعمل بروح الفريق الواحد، وأثنى بدوره المخرج سمير ذكرى على عمل المؤسسة لما تقدمه رغم كل المعوقات والصعوبات لتحقيق المستوى الجيد في تقديمها للدراما التي تليق باسم سورية وتبرهن للعالم أننا موجودون وصامدون.
وقدم بعض الفنانين الشباب عرضا لتجربتهم الناجحة مع المؤسسة التي أتاحت لهم الظهور سواء على صعيد الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، فتحدثت رنيم الباشا عن تجربتها في مسلسل ورد أحمر وهي الكاتبة التي كان العمل تحديا لها، وعرضت هديل اسماعيل تجربتها في كتابة مسلسل غفوة القلوب وهي تجربة إيجابية.
ساد الأمسية مكاشفة واضحة من قبل مدير المؤسسة والفنانين، واعتبر مشروع خبز الحياة مشروعا وطنيا بامتياز يحقق قدرا كبيرا من الفرص للفنانين والفنيين من أجل تقديم أعمال درامية تعيد لها ألقها ومكانتها على الساحة الفنية العربية.
التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014