من الناحية الشكلية يبدو اتحاد كرة القدم غارقاً إلى أذنيه في تحضير أربعة منتخبات، دفعة واحدة للمشاركة في استحقاقات وتصفيات قارية ودولية باتت على الأبواب، وشغوفاً بتهيئة أفضل الظروف وأنسب المناخات، بغية تحقيق إنجاز يمسح به آثار الانتكاسات والإخفاقات المتتالية التي منيت بها كرتنا في السنوات العجاف بعد وصوله إلى قناعة راسخة بأفضلية المدرب المحلي على «الخواجة» في أعقاب تجارب قاسية ودروس مريرة.
ولا شك في أن تقييم عمل الاتحاد والحكم على أدائه من حيث النجاح أو الفشل أو الاكتفاء بتسيير شؤون اللعبة يمر من بوابة المنتخبات عموماً، والمنتخب الأول على وجه الخصوص، بينما يبدو تنظيم المسابقات المحلية من دوري وكأس وللفئات العمرية جميعها مجرد عمل إداري بحت وروتيني يستطيع النهوض به أي اتحاد كان؟!وعلى ضوء ذلك دخل هذا الاتحاد، الذي جاء لإكمال دورة انتخابية سابقة في تحدٍ مع ذاته أولاً ومع الآخرين ثانياً، وفي محاولة منه لتصحيح المسار وتقويم الاعوجاج وإضافة زخم جديد إلى عملية بناء اللعبة التي يتحدث عنها المعنيون على الرغم من بقاء الأسس والمعايير والمنطلقات على حالها، والتغيير الذي يطول الشكل ولا يتعدى إلى المضمون!! وربما كانت الإنجازات المنشودة والمأمولة أفضل دعاية انتخابية لهذا الاتحاد في الدورة القادمة التي باتت قريبة إلى حد ما.
في المجمل يبدو المهم أن تستفيق كرتنا من كبوتها التي طالت، وأن تستعيد منتخباتنا عافيتها وألقها المفقودين بغض الطرف عن اللائحة الاسمية لاتحاد اللعبة، وهذه الآمال لا تبدو بعيدة المنال أوعصية على التجسد، إن اقترنت الإرادة والتصميم المخلصين بالعمل الجاد والدؤوب القائم على العلم والتخطيط والمعرفة، وليس على الحسابات والأهواء الشخصية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018