مازال منتخبنا الكروي بعيداً عن عتبة الطموح الدنيا، وأقرب إلى حالة اللا توازن، وتبدو التغييرات التي طالت العديد من المراكز واللاعبين غير مجدية، حتى الآن على أقل تقدير!!ومن خلال مشاركة المنتخب في دورة الهند الدولية الودية، والمباراتين اللتين خاضهما هناك والفوز الذي حققه ثم الخسارة التي مني بها، تسلل القلق إلى نفوس المتابعين والمهتمين على سيرورة هذا المنتخب وطريقة تحضيره للاستحقاقات القارية والدولية، ولم يستطع اتحاد اللعبة والمسؤولون عن المنتخب إقناع أحد بجدوى المشاركة في بطولة تضم إلى جانبنا ثلاثة منتخبات متواضعة فنياً وتكتيكياً ومهارياً، إلا إذا كان الهدف الخروج من ألم الخسارتين القاسيتين التي تعرض لهما منتخبنا أمام إيران وأوزبكستان، ومحاولة تحقيق الانتصارات الكفيلة باستعادة الثقة بالنفس وجسر الهوة بين كرتنا وبين مشجعيها التواقين للفوز والألقاب، ولو كانت خلبية!
لن يكون صعباً على الكادر الفني للمنتخب الحديث عن الفائدة الفنية الكبيرة التي ظفر بها منتخبنا من هذه الدورة، والوقوف على الحالة البدنية والمهارية للاعبين، والمردود الجماعي داخل المستطيل الأخضر، ومعاينة الثغرات والأخطاء التي قد لا تكشفها المباريات مع منتخبات من الطراز الأول في آسيا؟! أو العزف على وتر الاحتكاك المجاني الذي لا يكلف خزينة الاتحاد المنهكة قرشاً واحداً؟! فهو أفضل كثيراً من لاشيء أو انتظار الدعوات الخارجية؟! وللحقيقة فإن مدرب المنتخب في وضع لا يحسد عليه، فهو تحت وطأة الشارع الكروي من جهة، وعجز اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي عن توفير مقومات التطور والارتقاء من جهة ثانية، ليكون تحقيق بعض النجاح ممراً إجبارياً للهروب من الضغوطات المتزايدة.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023