تقرير يكشف أساليب ترامب للتهرب من أجل حفظ ماء الوجه: سياساته العنصرية تحدث شرخاً بين الأميركيين.. وشعاراته مثار سخريتهم

سياسة افتعال الأزمات وادعاء حلها والفوز في كل المواقف أو التراجع عن المواقف والقرارات كانت ولا تزال إحدى أبرز سمات النهج الذي يتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يتخل عن عقلية رجال الأعمال منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2017.
استراتيجية ترامب هذه أصبحت مكشوفة أمام المجتمع الدولي عموماً والأميركيين خصوصاً ويهدف منها إلى تحقيق مصالح عدة سواء كانت عقد صفقات اقتصادية وسياسية وتحقيق مكاسب أو التغطية على سياسات فاشلة ومواقف محرجة وضع نفسه فيها في المحافل الدولية ومن الأمثلة على ذلك حرب التجارة المفتوحة التي افتعلها مع الصين إلى التهديد بفرض رسوم مرتفعة على حلفائه الأوروبيين وبناء جدار فاصل على الحدود الأمريكية مع المكسيك وصولاً إلى تصعيد مواقفه العدائية ضد إيران وكوريا الديمقراطية والتراجع عنها فيما بعد.
وفي هذا السياق أوردت وكالة سانا تقريراً قالت فيه إن ترامب هدد بإصدار أمر رئاسي تنفيذي بفرض السؤال عن الجنسية في الإحصاء السكاني العام للولايات المتحدة ثم تراجع عنه فبعد أن أصدرت محكمة العدل العليا الأميركية قراراً يعتبر أن الدوافع التي ذكرتها الإدارة الأمريكية لإدراج سؤال الجنسية في التعداد (غير مقنعة وليست قانونية) حاول ترامب إنقاذ ماء وجهه بالتراجع عن إضافة هذا السؤال والإعلان بأن إدارته تدرس (خيارات أخرى) لضمان تعداد كامل ودقيق للسكان الذين لا يحملون الجنسية الأميركية.
السؤال عن الجنسية يحمل في طياته تهديداً واضحاً للمهاجرين في الولايات المتحدة وقد أثار حفيظة المنظمات الحقوقية داخل وخارج الولايات المتحدة، ولاسيما أن الحملة الشرسة التي أطلقها ضد المهاجرين وأطفالهم تزداد مع إعلان ترامب البدء منذ يوم غد الأحد بحملات اعتقال جماعية بهدف ترحيلهم من الأراضي الأميركية.
زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر سخر من تراجع الرئيس الأمريكي عن سؤال الجنسية قائلاً إن (هزيمة ترامب هي نصر للديمقراطية والتمثيل العادل إذ أنه لا ينبغي تخويف أي شخص من قبل الرئيس وسلوكه المتقلب).
موجات السخرية والانتقادات التي يواجهها ترامب بسبب سياساته وتصريحاته العشوائية التي ينطق بها دون التفكير بالعواقب المترتبة عليها ازدادت بعد تهديده بضرب أهداف إيرانية رداً على إسقاط طهران طائرة تجسس أميركية مسيرة انتهكت الأجواء الإيرانية والتراجع بعد تلقيه نصائح بخطورة وقوعه في مثل هذا الخطأ الفادح على العالم والولايات المتحدة نفسها.
أوهام ترامب وغروره الذي يمنعه من الاعتراف بالخسارة أثار المخاوف والقلق لدى الكثير من المسؤولين في إدارته إزاء تصرفاته اللامسؤولة وقراراته المتسرعة بما فيها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ وغيرها من القرارات الفاشلة التي أدخلت الولايات المتحدة في أزمات دبلوماسية حتى مع أقرب حلفائها في أوروبا وأدت إلى تفاقم العجز التجاري للولايات المتحدة رغم الوعود البراقة التي قطعها للأميركيين.
سياسات ترامب العنصرية والقائمة على تحقيق مكاسب شخصية أدت إلى انقسام الأمريكيين على الصعيد الداخلي وارتفاع معدل حوادث إطلاق النار وتزايد اعتداءات الشرطة على أساس التمييز العنصري ليتحول الشعار الذي أطلقه ترامب خلال حملته الانتخابية الأولى تحت أكذوبة (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) إلى مثار للسخرية لدى الكثير من الأميركيين وكابوس بالنسبة للآخرين.

وكالات – الثورة:
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023

 

 

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار