واشنطن ترتطم بجدران إنجازات الميدان وتبحث عن مخارج إرهابية..المخاتل الأميركي يُخرج ثعابين «داعش» من جحورها لتسعير جبهة الشمال
لم يعد خافياً على احد الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية للتنظيمات الارهابية رغم ادعاءاتها المتكررة بأنها تحارب الارهاب، وذلك بهدف استمرار الفوضى في سورية حتى تنفذ اهدافها الاستعمارية في المنطقة.
وبطريقة غير شرعية شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها تحالفا تحت ما يسمى بمحاربة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية منذ عام 2014، واستمرت في وجودها غير الشرعي منذ ذلك الحين عبر ضخ عدد من قواتها ومرتزقتها ضمن الاراضي السورية.
المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ذكرت أمس الاول أن قيادة القوات المسلحة الأميركية تخطط لزيادة عدد مجندي الشركات العسكرية الخاصة في المناطق الشمالية من سورية، في ظل تقليص عدد قواتها المحتلة.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه البنتاغون على لسان وزير الحرب الأميركي المؤقت، مارك إسبر موافقته على إبقاء قوات احتلالية اميركية في شرق سورية، ما يؤكد تلك الحقائق ويفند مزاعم الانسحاب الاميركي من سورية.
وتسعى واشنطن بحسب عقليتها الاستعمارية الى العمل بكل طاقتها لنهب ثروات الدول وسرقة مقدراتها، وهذا يظهر بشكل واضح من خلال تصرفاتها في سورية وخاصة في الجزيرة السورية، وهذا يفسر ايضاً هدف واشنطن من إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة شمالي سورية هو كسب ود تركيا من خلال إبعاد مرتزقة ما يسمى الوحدات الكردية عن الحدود السورية-التركية.
يذكر أن عدد ما يسمون مجندي الشركات العسكرية الخاصة في سورية يتجاوز الـ 4 آلاف شخص، وفي النصف الثاني من شهر حزيران الماضي، وصل الى 540 شخصا إلى سورية، بما في ذلك 70 ممثلاً من هيئة قيادة ومدربين.
وفي وقت تواصل فيه واشنطن البحث ضمن طرقات العمل الاستعماري لنهب الثروات السورية عبر مشاريعها الوهمية وإسقاط نار حقدها على المدنيين، تأتي اولويات الجيش العربي السوري التي يقدمها في طريق عمله المتواصل نحو تحرير الشمال وإعادته الى الحضن السوري سواء بالعمل العسكري ام بالطرق السياسية او بالاتجاهين معاً، لتفند الحقيقة كل مزاعم هؤلاء المراهنين على اوهامهم التوسعية والاستعمارية.
فقراءة المنطقة بشكل هادئ رغم كل الازمات التي تمر بها هو من اختصاص اصحاب الارض، وقد أكدت سورية على ذلك مراراً، في السياسة كما في الميدان، حيث لا يزال الجيش العربي السوري يواصل عملياته في ضرب الارهاب، ويواصل تكثيف اجراءاته قرب الحدود التركية.
الجيش العربي السوري كثف يوم أمس من إجراءاته الميدانية الرادعة على خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف اللاذقية الشمال الشرقي بالقرب من الحدود التركية.
وتركزت الإجراءات على وجه الخصوص، في المناطق الجغرافية المعقدة التي تمتد على طول المنطقة الحدودية مع تركيا، بدءا من بلدة كسب غربا، وحتى تلال كباني الاستراتيجية على تخوم مدينة ريف جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي، شرقا.
كل العمليات تأتي بالتزامن مع استمرار خروقات المجاميع الإرهابية لتفاهمات سوتشي الأخيرة بخصوص إدلب، بعد تأكيد مماطلة ومناورة وعدم رغبة التركي بتطبيق بنود تلك التفاهمات.
وحول مشاركة القوات الروسية في عمليات ادلب فقد نفت وزارة الدفاع الروسية وجود أي قوة برية لها بالعمليات العسكرية التي تجري في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن هذه الأخبار عبارة عن فبركة ولا أساس لها من الصحة.
في غضون ذلك تستمر حالة الفلتان الأمني في محافظة إدلب وجميع المناطق التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» والفصائل الارهابية الموالية لتركيا، والتي تتمثل بالاغتيالات والانفجارات والخطف وغيرها.
وأفادت مصادر محلية بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الزراعي الواصل بين بلدة الدانا وقرية ترمانين في ريف إدلب الشمالي، ما اسفر عن عدد من الضحايا.
وقد بينت معلومات عن وجود تنظيم «داعش» الارهابي في إدلب في حين ادت تطورات الاحداث الى الإعلان عن مفاوضات تجري بين «النصرة» و»داعش» في المحافظة ليوافق الأخير على المشاركة في الهجمات الارهابية ضد الجيش العربي السوري في إدلب، لكن تحت امرة «داعش» الارهابي.
وهذا ان دل على شيء فهو يدل على الانجاز الوهمي الذي طبلت له واشنطن على تنظيم «داعش» الارهابي، والذي حاولت تمريره عبر ماكيناتها الاعلامية، بالاتفاق مع مرتزقة «قسد»، التي تعمل بدورها على تأمين خروج نساء التنظيم الارهابي من مخيم الهول مقابل عقود زواج ومبالغ طائلة، بحسب معلومات قادمة من هناك، وفق ما اكدته مصادر اعلامية.
وتعمل مرتزقة «قسد» على توفير طرق آمنة لخروج عوائل ارهابيي تنظيم «داعش» من مخيم الهول، مقابل استغلالهم وإجبارهم على دفع مبالغ مادية طائلة.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 19-7-2019
الرقم: 17028