في ذكرى معركة ميسلون..السوريون يستلهمون مآثرها الخالدة في دحر الغزاة وإرهابهم.. قديمه وجديده

كتب المحرر السياسي:
اليوم تحل الذكرى الـ 99 لمعركة ميسلون الخالدة، يحيي خلالها السوريون تاريخ الآباء والأجداد وإرثهم النضالي الحافل بالبطولات والتضحيات، ويؤكدون ارتباطهم بأرضهم واستعدادهم لتقديم أرواحهم ودمائهم في سبيل حرية وطنهم وكرامته وإصرارهم على دحر الغزاة مهما بلغت قوتهم وتعاظم بطشهم.
ففي الرابع والعشرين من تموز من كل عام تستوقفنا بإجلال وخشوع ذكرى المعركة المجيدة التي جسد فيها البطل يوسف العظمة ورفاقه الأبطال قيم البطولة والإباء ومناقب التضحية والفداء، وقيمها كانت ولم تزل رمزاً للشهادة والتضحية، والأجيال التي عرفت معنى معركة ميسلون ضد المحتل الفرنسي، خلدتها حية في نفوسها لإنجازاتها العظيمة برجالها الأبطال الذين أعطوا المحتل الفرنسي دروساً في التضحية والفداء رغم أنها كانت محسومة النتائج لمصلحة العدو المجهز بأحدث الوسائل العسكرية.
فمعركة ميسلون كانت وقفة عز وشموخ، وكانت البداية لمسيرة نضال طويلة تابعها كوكبة من رجال سورية الأشداء، اختاروا الكفاح المسلح طريقاً مسيجاً بالتضحية والفداء والدماء، وتصدي الشهيد العظمة والقوى الوطنية السورية للغازي الفرنسي أثبت أن المقاومة تعد الأسلوب الوحيد والأنجع في مواجهة المحتل وأن السوريين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخلوا عن إرادتهم الوطنية وتمسكهم باستقلالهم ووحدة أراضيهم وحريتهم أو ينصاعوا لإرادة الغازي المحتل.
ورغم أن معركة ميسلون لم تكن متوازنة في العدد والعديد مع القوات الغازية، إلا أنها جعلت الجنرال غورو يدرك تماما أنه لا يمكن كسر إرادة الشعب السوري حيث تحولت هذه المعركة إلى شرارة أشعلت المقاومة في وجه المحتل الفرنسي في كل أرجاء سورية لتحقيق جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا عام 1946بعد نضال طويل ومشرف.
فالتاريخ يسجل للسوريين رفضهم إملاءات الاستعمار على مر التاريخ وهذا ما حصل بالفعل عام 1920 حين رفض الشعب السوري إنذار غورو الشهير الذي حاول من خلاله فرض الانتداب على الشعب السوري وحل الجيش الوطني وعلى أثرها قام وزير الحربية يوسف العظمة ورفاقه والمتطوعون بمواجهة هذا الإنذار بكل بسالة وشجاعة واتجهوا إلى ميسلون لمجابهة القوات الفرنسية الغازية التي تحركت باتجاه دمشق رغم معرفة البطل العظمة بعدم تكافؤ القوى مع المستعمر الفرنسي المدجج بأعتى أنواع الأسلحة حيث أسفرت المعركة عن استشهاد البطل العظمة وعدد كبير من المقاتلين بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولة.
معركة ميسلون ستبقى منارة تعززها الانتصارات التي حققها شعبنا منذ فجر التاريخ، وأثبتت هذ المعركة أن إرادة التحرير تفوق أي اعتبار ومحبة الوطن تسمو وترتقي كلما ازداد الخطر وأكدت أن سياج الوطن محمي بالرجال الأبطال وأن أعلى القيم القتالية هي حب الشهادة والاستشهاد في سبيل الوطن، وذاكرتنا الوطنية لا يمكن أن تنسى رجال الثورة الكبار الذين يأتي في مقدمتهم يوسف العظمة الاسم الذي يذكره الجميع بكثير من الفخار لأنه جدير بالخلود، يتغنى الصغار في مدارسهم باسمه وتضحيته ويقدسون شهادته في سبيل عزة وكرامة أمته.
وفي هذه الذكرى يجدد السوريون تمسكهم بإرث آبائهم وأجدادهم والسير على نهجهم في الدفاع عن وطنهم والوقوف مع جيشهم الباسل الذي يسطر حاليا أروع البطولات والتضحيات في مواجهة التنظيمات الإرهابية المدعومة أميركيا وغربيا وصهيونيا، ومن دول إقليمية وأنظمة مستعربة، وهو اليوم أكثر عزماً وتصميماً على دحر الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
التاريخ: الأربعاء 24-7-2019
رقم العدد : 17032

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية