«بي بي سي» تبث من العقل الصهيوني ..أين هيئــــــة الإذاعــــــة والتلفــــزيون البـــــريطاني من مبـــــادئ العمــــل الإعلامي؟ّ
يقول رئيس تحرير سابق في هيئة الإذاعة البريطانية: (إن بي بي سي مؤيدة مؤسساتياً للصهيونية).
كان انحياز تحقيق قناة بي بي سي دراما حول (معاداة حزب العمال للسامية) واضحاً بشكل صارخ بشكل دفع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني لطلب تفسير منها، وفي محاولة لفهم سبب فشل هيئة الإذاعة الوطنية البريطانية في الوفاء بمهمتها الأساسية المتمثلة في وضع تقارير إخبارية بطريقة غير منحازة قدر الإمكان، التقينا برئيس تحرير سابق في هيئة الإذاعة البريطانية، والذي أمضى 35 عاماً يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية، ليحدثنا عن الثقافة التي دفعت بي بي سي إلى موقفها الحالي كناطقة بلسان الصهيونية.
في إفشائه هذه الحقيقة، يجازف المذكور بالتعرض لعواقب وخيمة، ففي بريطانيا، تم حبس صحفيين بارزين خلف القضبان بسبب كتابة تقارير إخبارية لم يتم حتى الطعن في صدقها.
للأسف ، يتصاعد هذا الخطر في ظل الأجواء السياسية (السامة) الحالية في بريطانيا، كما يتضح من تبرئته لحزب سياسي كبير وتسامحه لإساءة استخدام نظامه القضائي لردع ومعاقبة أي شخص يجرؤ على التشكيك في الرواية الصهيونية.
متى أصبحت بي بي سي تتصرف كمنبر دعائي لإسرائيل؟
كانت هيئة الإذاعة البريطانية منحازة دائمًا لإسرائيل ، وتم توثيق تحيزها بشكل دقيق. لطالما كانت أسباب هذا التحيز موضوع دراسات أكاديمية، أشهرها هو جريج فيلو ومايك بيري والمزيد من الأخبار السيئة من إسرائيل، في عام 2006، خلص تقرير مستقل بتكليف من هيئة إدارة هيئة الإذاعة البريطانية الخاصة بي بي سي إلى أن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني (لا تشكل دوماً وصفاً كاملاً وعادلاً للنزاع، بل تقدم، في نواح مهمة، وصفاً غير مكتمل بمعنى أنها تقدم صورة مضللة).
من وما الذي دفع هذا المنحى الثقافي والسياسي داخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون البريطاني؟
هناك عدد من الرواد الذين قادوا هذا الاتجاه المنحاز، والأهم من ذلك هو حقيقة أن عدداً صغيراً من الصهاينة المتشددين يشغلون مناصب رئيسية في مختلف المستويات في الهيئة، وأعني بذلك الأشخاص الذين يختارون ما يتم نشره أو بثه يومياً والذين يقدمون التوجيه التحريري للصحفيين.
ماذا عن الحياد السياسي، من المفترض أن يكون أحد مبادئ البي بي سي الأساسية؟
لسوء الحظ، هناك العديد من الأمثلة على هذه الضجة المؤيدة لإسرائيل، وبعضها صارخ وغيرهما يميل للتركيز على أخبار معينة أو إغفال أخرى، على سبيل المثال، هناك مقابلة سارة مونتاج مع وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، في آذار 2015 ، عن تقدير أنتوني روبن رئيس الإحصاء لعدد الوفيات في غزة وكذلك استخدام جيل هوفمان وهو أحد جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي والمراسل السياسي الرئيسي لصحيفة جيروزاليم بوست، ليكتب لموقع بي بي سي نيوز، غيض من فيض.
هل هناك وسيلة أو ميل لإصلاح ذلك؟
برأيي، إن فرص إصلاح بي بي سي نفسها تقارب الصفر، بصرف النظر عما ذكر أعلاه، فهي منظمة جبانة وعديمة المعنى، لا يقتصر الأمر دائماً على اتباعها المسار الأقل مقاومة من خلال اختيار بث ما هو الأقل احتمالاً لإثارة قلق اللوبي الصهيوني، ولكنه يخشى أيضاً بشكل قاتل ما يمكن أن تقوله صحيفة ديلي ميل حول مخرجاتها. في كثير من الأحيان، وأعني بذلك على أساس يومي تقريباً، أن يستمع المرء إلى كبار المديرين يسألون في الاجتماعات الصباحية لوضع جدول أعمال النهار، (ما الذي ستقوله صحيفة ديلي ميل حول هذا؟). وهنا .. يرجى تذكر أننا نتحدث عن هيئة عامة يتم تمويلها من قبل دافعي الضرائب ومن المفترض أن تعمل على (التثقيف والإعلام والترفيه)، وليس الدعاية لإسرائيل.
عملت في هيئة البي بي سي لمدة 35 عاماً، هل لاحظت تدهوراً في مواصفات الأشخاص الذين تم توظيفهم؟ بمعنى أخر هل كان هناك تغيير في مواقف الموظفين واستعدادهم للتعبير عن أنفسهم بحرية ونقد؟
عملت في البي بي سي الإنجليزية كمحرر ورئيس تحرير لمدة 35 عاماً، منذ أوائل التسعينيات، كان هناك تعصب متزايد في انتقاد قرارات إدارة التحرير، حتى في المنتديات الداخلية التي تدعي الدعاية الداخلية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) حيث ينبغي أن يتحدث الموظفون بحرية، هذا ينطبق على جميع المجالات، لكن بالتأكيد فيما يتعلق بإسرائيل والصهيونية، فإن أي تساؤل حول نزاهة هيئة الإذاعة البريطانية سيثير اتهامات لمن يطرحه بمعاداة السامية وسيؤدي بالتأكيد إلى نهاية حياته المهنية، بصرف النظر عن كيفية تسريب مثل هذا النقد من الاجتماعات الخاصة والسرية.
عن موقع الأونز ريفيو الأميركي
أمل سليمان معروف
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038