ثوب الخلاف الأميركي التركي المثقوب دعائياً ترقعه المصالح الاستعمارية … واشنطن تنفث سموم إرهابها شمالاً.. وأنقرة تتعكز على «النصرة» لتحقيق أطماعها
يوم بعد آخر تتضح الحقائق ويكشف النقاب عن خبث نيات الحلف الاميركي التركي الذي يبحث عن قشة نجاة من خساراته المتكررة في الميدان السوري ، فالنظام التركي لايزال يهلوس حتى اللحظة بحلم «المنطقة الآمنة» المزعومة ويسوق لخلافات مفترضة مع حليفه الاميركي بهذا الشأن رغم الحقائق الجديدة التي أكدت بأن تركيا وأمريكا تعملان على الحفاظ على وجود «جبهة النصرة» الارهابية ، في وقت يقوم به الافعوان الاميركي بإعداد تشكيل ارهابي مسلح في منطقة التنف، ليواصل الجيش العربي السوري تقدمه في مناطق خروقات مرتزقتهم في ادلب ويثبت تمركزه بعد تحرير بلدتي تل ملح والجبين في محيط الطريق الواصل بين مدينتي محردة والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.
فعلى الرغم من الصفعات المدوية التي تلقتها مرتزقة واشنطن على يد الجيش العربي السوري الا انها لاتزال تتوهم بانها قادرة على اكتشاف ثغرات يمكن الولوج من خلالها مجدداً إلى الداخل السوري.
وفق هذا السيناريو وبعد ان كشف الجانب الروسي أن المدربين الأميركيين يقومون بإعداد تشكيل ارهابي مسلح في منطقة الـ 55 كيلومترا في منطقة التنف السورية، وأن الأميركيين يعملون على إعداد ما يُسمى تشكيل «مغاوير الثورة» وعدد من الجماعات الارهابية المسلحة الصغيرة التابعة لما يُسمى بـ»جيش الكتائب العربية» في التنف.
محللون رأوا بأن إعلان روسيا عن تلك المعلومات يعني بانها تراقب عن كثب التحركات الأميركية وتضع خططاً وقائية لأي طارئ بالتنسيق مع الدولة السورية.
حقائق المساعي الاميركية المشبوهة التي تظن واشنطن انها من خلالها قادرة على تغيير موازين القوى لمصلحتها والتي تصب يومياً في مصلحة الدولة السورية جاءت مع تأكيد مصادر أن كلا من تركيا وأمريكا تعملان على الحفاظ على وجود «جبهة النصرة» والحيلولة دون إنهائه والقضاء عليه.
وأفادت المصادر بأن هناك توافقاً بين الجانبين التركي والأميركي على إعادة تأهيل «النصرة» المدرجة على قائمة «الإرهاب»، وعدم إنهائها كتنظيم ارهابي مسلح بارز حالياً في إدلب، مشيرة إلى أن واشنطن وتركيا تتخوفان من البديل عن «النصرة».
في المقابل اشار مراقبون أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق مصالحها في الشمال السوري، لافتين إلى أنه بناء على ذلك توافقت المصالح الأمريكية والتركية في إدلب، لذلك عادت أميركا للتدخل في إدلب، ظناً منها بانها قادرة على إعادة ترتيب ارهابييها في الشمال وابرزهم «النصرة».
وتابع المراقبون بالقول ان واشنطن تهدف من وراء ذلك إلى إعادة هيكلة «النصرة» لأن انهاءها حسب المراقبين يعني تهديداً كبيراً بالنسبة لأميركا.
وفي جديد وهم «المنطقة الآمنة» المزعومة الذي يسعى اردوغان لتحقيقه وعلى خلفية الترويج للخلاف التركي الأميركي المزعوم بشأن دعم الأخيرة لميليشيا «قسد» ، ادعى وزير حرب النظام التركي المدعو خلوصي أكار أن بلاده ستقوم بإنشاء ما تسمى «المنطقة الآمنة» في سورية بمفردها، في حال لم يتم التوصل لتفاهم مع الولايات المتحدة، مدعياً بأن تركيا هي الدولة الأنسب وصاحبة القوة القادرة على ضبط ما تسمى بـ»المنطقة الآمنة» في سورية، وفق تعبيره.
في السياق اكدت مصادر مقربة من ميليشيا «قسد» أن جميع المحادثات التي تجريها أميركا مع تركيا حول ما تسمى بـ»المنطقة الآمنة» لا تهدف إلى حمايتهم بل خدمة مصالحها فقط ، مشيرة الى إن أمريكا تُجري هذه المباحثات خدمة لمصالحها وليس كرمى لعيون «قسد»، لافتة الى ان التفاهم الذي سينتج عن المباحثات التركية الأميركية سيكشف العديد من الأمور، وما إذا كان أردوغان سيُنفّذ تهديداته أم لا، وان تركيا تلح كثيراً على احتلال المنطقة وتبحث لذلك عن الأسباب والمبررات.
المحاولات الاميركية التركية التي تعبر عن افلاسهم الذريع لم تثن الجيش العربي السوري عن مواصلة عملياته العسكرية الرامية للتصدي لارهاب مرتزقتهم في ريفي حماة وادلب، حيث اكد مصدر عسكري سوري انه عقب بسط الجيش العربي السوري سيطرته على بلدتي «تل ملح» الاستراتيجية و»الجبين» بعد معارك خاضها مع إرهابيي «النصرة»، اثر هجوم مباغت نفذته وحدات الجيش على مواقع الارهابيين في البلدتين، بدأت وحدات التثبيت بالجيش العربي السوري التمركز في محيط الطريق الاستراتيجي الواصل بين مدينيتي محردة والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.
الى الشمال السوري الذي يشهد حالة رفض شعبي مطلقة لوجود ميليشيا «قسد» فقد قتل عدد من مرتزقة «قسد» المدعومة من قبل واشنطن بانفجار عبوة ناسفة بدوريتهم في قرية «السعدة الغربية» في محافظة الحسكة.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038