تحرير وزراعة 800 ألف هكتار في سبع محافظات… بندقية الجندي العربي السوري تحمي شريان الأرض في الحقل والبيدر
على وقع انجازات وبطولات وتضحيات بواسل حماة الديار عادت عجلة العملية الإنتاجية الزراعية بشقيها النباتي والحيواني للدوران من جديد بشكل جديد وخطط جديدة ومشاريع ومساحات جديدة .. نعم مساحات جديدة كانت قبل الحرب الكونية على سورية مدرجة رسمياً ضمن الخطط الإنتاجية لكنها خرجت وبشكل مؤقت من الاستثمار نتيجة تدنيسها من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، لكن القسم الأكبر منها عاد من جديد مطهراً من رجس تلك المجموعات الإرهابية الذين كانوا على موعد مع ضربات أبطال الجيش العربي السوري الذين حرروا مناطق واسعة جداً من الجغرافيا السورية حيث وصلت المساحات القابلة منها للزراعة والاستثمار الفعلي أكثر من 800 ألف هكتار «توزعت بين مروية وبعلية وللمحاصيل الإستراتيجية والرئيسية» دخل كل متر مربع منها رسمياً ضمن الخطط الإنتاجية الزراعية، ليس هذا فحسب، وإنما نجح القطاع والفضل في ذلك يعود أولاً وأخيراً إلى بواسل جيشنا العربي السوري في عدم تسجيل فقدان أي منتج زراعي.
على وقع اعجازات أبطال جيشنا العربي السوري استطاع قطاعنا الزراعي تأمين مستلزمات العملية الإنتاجية واستثمار الأراضي التي طهرها بواسل الجيش العربي السوري من رجس المجموعات الإرهابية المسلحة وتسهيل عودة الفلاحين لاستثمار أراضيهم واستكمال زراعة باقي المساحات، وهذا كله ما كان له ليتحقق لولا حماة الأرض والعرض وصمود الفلاح بأرضه وإصراره على العمل والإنتاج والعطاء رغم كل ما تعرض له من إرهاب المجموعات التكفيرية الوهابية، وكذلك استمرار سياسة دعم الدولة للقطاع التي زادت العامل في القطاع الزراعي من الفلاح والمزارع والمربي والفني .. قوة وعزيمة على متابعة السير على طريق تنفيذ الخطة الزراعية.
توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح
فخلال عام واحد من عمر الحرب والمؤامرة الكونية على سورية والتي تجاوزت الـ 8 سنوات استطاع القطاع الزراعي إعادة توجيه بوصلتها بالاتجاه الصحيح الذي كان عليه لجهة إنتاج مبيدات حيوية والتخفيف ما أمكن من استخدام المبيدات الكيميائية بما يساهم في المحافظة على الإنسان والبيئة ، وتوفير قيمة المبيدات التي تقدر بـ 100 مليون ليرة سنوياً، وعليه تم العمل على إنجاز معمل إنتاج فطر التريكوديرما لمكافحة أمراض الذبول في التربة في محافظة حماة بطاقة إنتاجية أولية 10 طن سنوياً قابلة للزيادة خلال ثلاث سنوات لتصل إلى 40 طن سنوياً، و البدء بإقامة مشروع إنتاج البكتريا للمكافحة الحيوية للآفات على الأشجار المثمرة والقطن في محافظة السويداء بقيمة تقديرية 300 مليون ليرة سنوياً.
أما بالنسبة لمستلزمات الرعاية الصحية والبيطرية للثروة الحيوانية، فقد تم تنفيذ حملات التلقيحات والمعالجات السريرية والتحصينات الوقائية للثروة الحيوانية حيث تم خلال عام 2018 «على سبيل المثال لا الحصر» إنتاج 141 مليون لقاح ، وإجراء 15 مليون تلقيحة وقائية ، و184 ألف معالجة سريرية و419 ألف تلقيحة اصطناعية ، وإنتاج 496 ألف لتر سائل آزوتي، و584 ألف قشة سائل منوي ، جميع هذه الخدمات تم تقديم مجاناً المربين، إلى جانب الاستمرار بترقيم وتسجيل الثروة الحيوانية وذلك بهدف توفير آلية لدعم مربي الثروة الحيوانية وتصويب الرقم الإحصائي .
تطوير المؤسسات الإنتاجية
أما فيما يتعلق بعمل المؤسسات الإنتاجية فهو مستمر لجهة إعادة تأهيل وتطوير المؤسسات الإنتاجية ذات الطابع الاقتصادي لزيادة طاقتها الإنتاجية وفق خطة عملها وضمن الإمكانيات المتاحة حيث أنتجت المؤسسة العامة للدواجن 4238 ألف صوص و129750 ألف بيضة مائدة و11496 ألف بيضة تفريخ، كما أنتجت المؤسسة العامة للمباقر من المواليد 1431 رأس و 5358 طن من الحليب و 14.8 طن من اللحم ، وكذلك استيراد عشرات القطعان في حين بلغت مبيعات المؤسسة العامة للأعلاف من المقننات العلفية 247 ألف طن وصنعت 30 ألف طن ، أما كميات المواد العلفية المستوردة من قبل القطاع الخاص فقد سجلت 876 ألف طن، وإعادة تأهيل عدد من مراكز التوزيع المحررة، يضاف إلى ذلك كله إعادة تأهيل وتطوير المؤسسات الإنتاجية، منها إعادة تأهيل منشآت المؤسسة العامة للمباقر في فديو ـــ جب رمله ـــ حمص» ، وإقامة معملين لتصنيع الألبان و الأجبان ومعملين لتصنيع الأعلاف في مبقرتي جب رملة وفديو، والبدء بأعمال تأهيل منشأتي «الغوطة ــ مسكنة « بكلفة إجمالية تقدر بــ 2,4 مليار ليرة، وبهدف ترميم قطيع الأبقار تم التعاقد على استيراد 8000 بكيرة من عرق « هولشتاين وفريزيان « وتوزيع المستلم منها على المربين بأسعار تشجيعية نقداً بنسبة 30% وتقسيطاً بنسبة 35% ، كما خصصت المؤسسة بــ 2159 بكيرة ، وعليه يتم متابعة ومسح جميع هذه الأبقار من حيث حالتها «التغذوية ـــ التربية والرعاية ــــ الصحية والتناسلية» ورفع كفاءة المربين من خلال الدورات التدريبية ، ، أما المؤسسة العامة للدواجن فقد قامت بتركيب مجموعة من الحاضنات والفقاسات في منشأتي حمص بطاقة إنتاجية 400 ألف بيضة، وفي صيدنايا 440 ألف بيضة «كل 21 يوم» وقريباً سيتم تحديث وتوسيع وتطوير منشآة السويداء تليها اللاذقية، كما تم الانتهاء مؤخراً من إنشاء معمل لصناعة أطباق البيض في طرطوس سيتم تدشينه خلال الأسابيع القليلة القادمة ، يضاف إلى كل ذلك قيام المؤسسة العامة لإكثار البذار بإعادة بناء مركز غربلة وتعقيم ثابت في تل بلاط ووحدة تبريد في محافظة حلب, ، وإعادة إقلاع المشروع الوطني لبذار البطاطا حيث تم إنجاز المرحلتين الأولى والثانية مما سيوفر بعد إتمام المرحلتين الثالثة والرابعة في عامي (2021-2022) البذار محلياً والتي تستورد حالياً بقيمة 10 مليار ليرة، وكذلك انجاز مشروع الخلطة الملحقة «الكمبوست» لإنتاج الفطر الأبيض في طرطوس بطاقة انتاجية 432 طن سنوياً للزيادة حسب طلب واحتياج المزارعين، وبالنسبة لمؤسسة الأعلاف فقد قامت هي الأخرى بإعادة تأهيل معمل أعلاف عدرا بطاقة إنتاجية 20طن/ الساعة، والبدء بإعادة تأهيل وتجهيز معمل أعلاف تل بلاط ، ومجففات الذرة الصفراء ، أما الهيئة العامة للثروة السمكية فقد جاء تحركت باتجاه التوسع بتربية وإنتاج الأسماك من خلال استزراع بحيرات السدود والمسطحات المائية القابلة للاستزراع بهدف زيادة مخزونها السمكي بما يساهم تحسين دخل الصيادين وتأمين الأصبعيات المحسنة لمستثمري السدود والمربين بأسعار تشجيعية، و البدء بمشروع المزارع الأسرية ، و تأمين الإصبعيات لزوم تنفيذ التجارب الخاصة بأسماك الكارب والمشط في مركز الأبحاث لمصب السن ومزرعة 16 تشرين تفريخ أسماك الكارب العاشب والفضي كما تنفيذ التجربة الأولى لمشروع مزارع الأسماك الأسرية وحققت نتائج جيدة ، حيث تراوح إنتاج هذه المزارع بين 50 ــــ 150) كغ ـــ حسب حجم المزرعة ــــ ووصل الوزن الوسطي للأسماك ما بين (350 ــــ 400) غرام وسوف يتم تعميم هذه التجربة على بقية المحافظات
اتساع رقعة الأمن والأمان
دعم الدولة الدائم والمستمر امتد أفقياً مع اتساع رقعة الأمن والأمان على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية للحد من الآثار السلبية للتحديات والصعوبات التي واجهت القطاع حيث قامت بتقديم المزيد من جرعات الدعم للمنتجين وزيادة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، و مدخلات وخدمات الإنتاج .
و في مجال استصلاح الأراضي تقوم آليات الاستصلاح التابعة لمشاريع الوزارة بتنفيذ عمليات الاستصلاح بأسعار مدعومة، أما الغراس المثمرة والحراجية فيتم بيعها بسعر التكلفة، ومجاناً لمبيدات المكافحة الإجبارية والمكافحة الحيوية وكذلك اللقاحات والأدوية البيطرية ومستلزمات التلقيح الاصطناعي وإيصالها المربين بمختلف الطرق والوسائل.
يضاف إلى كل ذلك تخفيض سعر مادة النخالة ، وبيع المقننات العلفية المربين بأسعار مدعومة من خلال 4 ـــ 5 دورات علفية على مدار العام، و تغطية النقص الحاصل في احتياج الثروة الحيوانية من المواد العلفية من خلال مجموعة من الإجراءات أهمها «إدخال زراعة الشجيرات الرعوية على خطوط مع الشعير والاستفادة من المخلفات الزراعية وإدخال عدد من أصناف الصبار العلفي الأملس وإنشاء مشتل لإكثاره»، و بيع المربين المواليد المحسنة من الكباش والماعز الشامي بأسعار تشجيعية، وتزويدهم بكميات بذار المحاصيل العلفية البقولية مجاناً ضمن نشاطات صندوق تداول بذار المحاصيل العلفية التشاركي الدوار، إضافة إلى تأمين احتياجات الخطة الإنتاجية من الأسمدة بالتعاون مع وزارة الصناعة والمصرف الزراعي التعاوني وإيصالها إلى مناطق الإنتاج.
أما عملية دعم مخرجات الإنتاج فقد شملت تحديد أسعار مجزية لتسويق المحاصيل الرئيسية القمح والشعير والقطن ، تزيد عن التكلفة بهامش ربح يتراوح بين 28و 39% ، كما قـدم صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية على الإنتاج الزراعي تعويضاً للفلاحين الذين تضرر إنتاجهم الزراعي بسبب الظروف الجوية الصعبة وتحديد أسعار استرشادية لشراء الحمضيات والتفاح والعنب من الفلاح مباشرة، وإعفاء منشآت تربية الدواجن والمباقر من ضريبة الدخل لمدة خمس سنوات، وإعفاء الأبقار المستوردة بغرض التربية من كافة الرسوم والضرائب، واستمرار التنسيق مع الجهات المختصة لنقل آمن لمستلزمات الإنتاج والمنتجات الزراعية إلى الأسواق وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتسويق الحبوب وخاصة القمح، والتنسيق مع وزارة النفط والمحافظين لتأمين احتياجات القطاع الزراعي من المحروقات، وإعطاء الأولوية للفلاحين .
تنفيذ مشاريع نوعية
وفي مجال تعزيز وتفعيل مشاريع التنمية الريفية، عملت الوزارة على تنفيذ عدد من المشاريع النوعية التي شأنها دعم الإنتاج الزراعي وتمكين الأسر الريفية وخاصة النساء الريفيات لإعطائهن دوراً أكبر في التنمية وتحسين الوضع المعيشي لهذه الأسر منها المشروع الوطني للزراعات الأسرية الذي تضمن تقديم حزم بذار خضار «شتوية وصيفية» مع شبكة ري بالتنقيط لمساحة 500 م 2 الملحقة بالسكن الريفي، وتخصيص اعتماد وقدره 2،2 مليار ليرة لتنفيذ المشروع الذي استهدف حتى تاريخه 36 ألف أسرة وصولاً إلى 40 ألف أسرة من الوفر المحقق من اعتماد المشروع ، وتقديم منح قروض لتمويل مشاريع للمرأة الريفية الذي يهدف إلى تنفيذ نشاطات التصنيع الزراعي المنزلي للتخفيف من آثار الحرب على الأسر الريفية وتحسين وضعها الاقتصادي، ومنح قروض عينية للمربين من قبل مشروع تطوير الثروة الحيوانية « أغنام ــــ ماعز ــــ أعلاف ـــ وحدات تصنيع ألبان وأجبان» ، وكذلك إقامة صالات بيع منتجات المرأة الريفية في محافظات «اللاذقية وحمص وحلب وحماة « للاستفادة من القيمة المضافة ومساعدتها على تصريف إنتاجها، أما بالنسبة للتربية الأسرية للدجاج البياض فقد تمت المساهمة في تنمية المجتمع الريفي ودعمه اقتصادياً من خلال زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي وتحسين الدخل لـــ 40 ألف أسرة، وإعادة إحياء تربية دودة الحرير الطبيعي وتخصيص مساحات لزراعة 30 ألف غرسة توت نفذ منها 17ألف غرسة ، وإنشاء مجمع الحرير في محافظة اللاذقية وتأمين آلة بتقنية جيدة لحل شرانق الحرير لتقديم كافة الخدمات للمربين مجاناً ، وزيادة مبلغ الدعم لمربي دودة الحرير ليصبح 2000 ليرة لكل كيلو غرام من الشرانق إضافةً إلى توزيع علب البيوض مجاناً ، وتنفيذ دورات تدريب وتأهيل للمربين بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، وكذلك التعاون مع المنظمات الدولية في تنفيذ مجموعة من مشاريع دعم سبل العيش المدرة للدخل كتوزيع « حزم بذار خضروات وبذار قمح وأعلاف ودواجن وأغنام ولقاحات وأدوية بيطرية وخلايا نحل ودجاج بياض» حيث بلغ عدد المنح المقدمة 62 ألف منحة.
وفي مجال البحث العلمي الزراعي ، تستمر الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية رغم كل ما تعرضت له مراكزها من تخريب ممنهج تستمر بإجراء الأبحاث والتجارب العلمية لاستنباط وإدخال أصناف ذات إنتاجية عالية وتحويل محطات البحوث إلى مراكز بحوث متخصصة لفروع الإنتاج الزراعي تعطي نتائج عملية تكون ذات جدوى ومردود عال والتركيز على البحوث التطبيقية، حيث تم استنباط واعتماد أصناف ذات إنتاجية عالية متحملة للجفاف والأمراض وذات إنتاجية عالية، بلغ عددها 39 صنف وسلالة منها 19 صنفا من محاصيل الحبوب والخضار والأشجار المثمرة ، و11 صنفا من التفاح ، وصنف القطن حلب 124 ، وتزويد المؤسسة العامة لإكثار البذار بــ 45 كغ من نويات محاصيل الحبوب والبقول المحسنة ، واستجرار 400 كغ من القطن صنف حلب 118 وتشجيع الزراعات البديلة في ظل الظروف الحالية والجفاف وخاصة النباتات الطبية والعطرية «الكمون ــــ اليانسون ـــــ حبة سوداء ــــ الشمرا ـــ المحلب» لتنوع استخداماتها في الصناعات الغذائية والطبية ، والطلب الواسع لها في السوق الخارجي لما لها من فائدة اقتصادية داعمة للاقتصاد الوطني، وتنفيذ وتطوير زراعة وإنتاج نبات القبار، ودراسة التنوع الوراثي للوردة الشامية لإيجاد أفضل السلالات، والبدء بأبحاث لإكثار نبات الزعفران ، والتوسع بتجارب الكينوا «محصول حبوب» بما يساهم في اعتماد الأصناف الملائمة للبيئة السورية وتوزيعها على المزارعين وذلك لما لهذا المحصول من قيمة غذائية مرتفعة خاصة في الأسواق العالمية، و العمل على إدخال محصول الرز الهوائي ، حيث بلغ عدد الأصناف المدخلة 19 صنفا جميعها أعطت نتائج جيدة ووصلت إنتاجية بعض الأصناف إلى 6طن/هكتار باحتياج مائي 8-9 ألف م3/هـ ويتم العمل على تسجيل الأصناف المتفوقة، إلى جانب إقامة مشاتل خاصة للأشجار الحراجية المهددة بالانقراض، والبدء بإكثار نبات الستيفيا «بديل السكر» ونشره في محافظة السويداء، و ترميم قطيع الأغنام لإنتاج الكباش المحسنة و تأهيل مركز إنتاج الكباش والأغنام المحسنة في دير الحجر مؤخراً ووضعه في الخدمة رسمياً، ومتابعة تنفيذ البحوث في مجال «استخدامات المياه غير التقليدية في الري ــ دراسة المقننات المائية ـــ إيجاد بدائل للأسمدة الكيميائية ــ التوسع بأبحاث المكافحة الحيوية والمتكاملة للآفات والأمراض ـــ إنتاج الأعلاف ــ الطاقات البديلة ــ حفظ الموارد الوراثية النباتية والحيوانية لقيمتها الكبيرة محلياً وعالمياً».
الثورة – عامر ياغي
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039