الطفولة المسلوبة.. العنف الذي يدمر جسد الطفل وعقله

الثورة – سيرين المصطفى :

انتشرت خلال الفترات الماضية مقاطع فيديو تُظهر حالات تعنيف لأطفال في سوريا على يد عائلاتهم أو أقاربهم، وقد بدت هذه المقاطع قاسية للغاية، ما أثار موجة واسعة من الغضب الشعبي، ترافقت مع مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.

وفي إحدى الحالات، أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّض طفل لتعنيف شديد من قِبل عمه في حماة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات الأمن العام، حيث تم اعتقال الجاني، ونُقل الطفل إلى مركز صحي للاطمئنان على حالته.

تسلّط هذه المقاطع الضوء على إحدى الظواهر السلبية الخطيرة في المجتمع السوري، وهي ظاهرة العنف ضد الأطفال، والمتمثلة في استخدام الضرب كوسيلة تأديبية في التربية، مع إغفال تام لتأثيراتها الجسدية والنفسية والصحية العميقة على الطفل.

تشير المرشدة النفسية نجاح بالوش، الحاصلة على إجازة في علم النفس باختصاص الإرشاد النفسي، في تصريح خاص لـ ” الثورة”، إلى أن العنف ضد الأطفال يُخلّف آثاراً نفسية واجتماعية مدمّرة، منها مشكلات سلوكية مثل الميل إلى العنف أو الانسحاب، بالإضافة إلى أعراض جسدية كالتعب، وفقدان الوزن الناتج عن التوتر والقلق المستمرين.

كما تؤكد أن العنف قد يؤدي إلى اضطرابات عاطفية مثل الاكتئاب، وصعوبات في تكوين العلاقات الاجتماعية، ومشكلات في الأداء الدراسي، إضافة إلى زيادة احتمالية الاعتماد على المخدرات أو التعرض للتشرّد في مراحل لاحقة من الحياة.

وأضافت بالوش أن العنف الأبوي ضد الأطفال يسبب آثاراً نفسية مدمّرة، مثل الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات السلوكية، وتأخّر النمو، بالإضافة إلى صعوبة في بناء العلاقات الاجتماعية.

كما قد يُسبب تداعيات جسدية ناتجة عن التوتر المستمر والصدمة النفسية.

أما من الناحية الاجتماعية، فيواجه الأطفال الذين يتعرضون للعنف صعوبة في التكيّف مع المجتمع والاندماج فيه، وقد يعانون من مشكلات دراسية وتعقيدات في علاقاتهم الاجتماعية، ما يؤدي إلى دخولهم في دوامة من العنف والصدمة قد تمتد آثارها حتى مرحلة البلوغ.

وأكدت أن الطفل الذي يشهد العنف يبدأ حياته بنقصٍ عميق، إذ لا يرى العالم مكاناً آمناً، ولا يستطيع أن ينظر إلى المستقبل بأمل.

والأهم من ذلك، أنه لا يشعر بنفسه كإنسان له قيمة.

وفي المقابل، لا يمكن أن تتشكّل مجتمعات سليمة دون تربية أفراد أصحاء نفسياً وجسدياً، ينشئون في بيئة تحترم كرامتهم وتوفّر لهم الأمان والدعم.

وذكرت بالوش مجموعة من الحلول المقترحة للحد من ظاهرة العنف، والتي تتمثل في زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي، والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين، وذلك من خلال تنظيم محاضرات وندوات توعوية تستهدف الأسر والمجتمع.

تُعدُّ ظاهرة العنف ضد الأطفال إحدى الظواهر السلبية والخطيرة في المجتمع السوري، إذ تترك نتائجاً جسدية خطيرة على الطفل، كما تؤثر سلباً على صحته النفسية، وقد تمتد هذه التأثيرات لتنعكس على مستقبله.

ولذلك، يصبح من الضروري توعية الأهالي بمخاطر استخدام العنف كوسيلة تربوية، لحماية الأطفال من المخاطر الجسدية والنفسية وتوفير بيئة آمنة للنمو.

آخر الأخبار
الحكاية أكبر من صف.. "شعبة الأصدقاء".. بين بكاء التلاميذ وإصرار المدارس "أبل" تستفيد من التعديلات الأميركية الجديدة وتعلن تصدير منتجاتها وخدماتها إلى سوريا الخزانة الأميركية تعلن تعديلاً شاملاً على العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا نتنياهو: التقدم في المحادثات مع دمشق مشروط بضمان مصالح إسرائيل خطاب «الحكاية السورية»: من الألم إلى الأمل روبيو: أمامنا فرصة تاريخية لبناء سوريا قوية وموحدة موقع إلكتروني مزيف يستهدف السوريين تقديرات غير رسمية: 700 مليار دولار تكلفة إعادة الإعمار    فرصة حقيقية لسوريا الطفولة المسلوبة.. العنف الذي يدمر جسد الطفل وعقله حدث استثنائي في مهد الثورة..تكريم 2200 من حفظة القرآن الكريم في درعا الرئيس الشرع يلتقي ترامب في نيويورك ويطرح ملامح سوريا الجديدة التحديث الاقتصادي.. "ضرورة لا خيار" ألفاريز يعيد أتلتيكو مدريد لسكة الانتصار نتائج منطقية في افتتاح الدوري الأوروبي صالة الحمدانية واستاد حلب الدولي رياضة تنتظر الحياة بعد حرب طويلة انتصار الكبار في كأس الرابطة الإنكليزية الدوري بين الواقع والمأمول.. تحديات وصعوبات تعصف بقبة الفيحاء كيف تستعد كرة الطليعة للدوري الممتاز؟ الأرناؤوط يطمئن على جناحي حمص الرياضي