الجيش يستكمل مهام تأمين الشمال معززاً رصيد انتصاراته.. واشنطن وأنقرة تبذران أوهام «المنطقة الآمنة» المزعومة.. والخلافات تتصاعد بين أدواتهما
سرع استمرار اعتداءات الجماعات الارهابية على البلدات والقرى الامنة من استئناف الجيش العربي السوري لعملياته العسكرية بعد ثلاثة أيام على اعلان الهدنة التي تمخضت عن اجتماعات آستنة بنسختها الثالثة عشرة.. وقبل ان تتمكن الجماعات الارهابية من اعادة بناء خطوط تحصيناتها وتعزيز عديدها وعتادها وطرق امدادها تمكن الجيش العربي السوري من اضافة سطور جديدة الى سجلات انجازاته الميدانية، حيث تمكن من تحرير بلدة الزكاة بريف حماة الشمالي من سيطرة الجماعات الارهابية، كما سيطر الجيش مساء أمس على بلدة الأربعين في ريف حماة الشمالي بعد اشتباكات عنيفة خاضتها وحدات الاقتحام مع المجموعات الإرهابية المسلحة، مواصلا تقدمه.
ومع سيطرته على الزكاة بات الجيش العربي السوري يتمتع بالإشراف الناري على بلدة كفرزيتا التي تبعد عنها نحو 3 كم إلى الشمال الشرقي، وعلى بلدة اللطامنة التي تبعد عن الزكاة بنحو 4 كم إلى الجنوب الشرقي، وكلا البلدتين تشكلان المعقل الرئيس لتنظيم «جيش العزة» الارهابي الحليف الأكبر لـ»جبهة النصرة» بريف حماة.
وفي محاولة لاستدراك الهزائم دفعت التنظيمات الإرهابية بأعداد كبيرة من الارهابيين والعربات المفخخة وشنت هجوما على اتجاه الزكاة – حصرايا، في ريف حماة إلا ان الجيش تمكن من التصدي للهجوم الارهابي مكبداً الارهابيين خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.
الى الشمال والجزيرة السورية فبعد أن أخذت المصالح التركية والأميركية تتلاقى وتتواصل ضمن اجنداتها المرسومة للمنطقة أخذ الطرفان يتبادلان الرسائل المعسولة بما يخدم تلك المصالح، فقد أعلن وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار، أن المحادثات الأميركية – التركية إيجابية، وأكدت الولايات المتحدة تفهمها لوجهة النظر التركية فيما يتعلق بـ»المنطقة الآمنة»المزعومة.
يأتي ذلك في الوقت الذي كانت كل من واشنطن وأنقرة يشددان على عدم جدوى المحادثات الأمريكية – التركية بخصوص المشروع الذي يسمى بـ»المنطقة الآمنة» المزعومة.
وهذا يؤكد على ان العمل ضمن طرقات المصالح بين شريكي الارهاب يلغي كل التجاذبات التي كانت حاصلة ويطوي صفحات الخلاف المزعوم الذي يجري التسويق والترويج له دعائيا.. في حين يؤكد مجدداً بأن كل تلك الخلافات بين الطرفين هي عبارة عن مسرحيات هزلية.
وكانت أطراف من مرتزقة «قسد» قالت مسبقاً بأن المحادثات التي تجريها أميركا مع تركيا تهدف من خلالها حماية مصالحها وليس حماية «الوحدات الكردية».
يشار إلى أنه في الفترة الأخيرة، راج الحديث بين ميليشيات «قسد» عن قلق من الموقف الأميركي إزاءها بما يتعلق بمعركة الشمال السوري، خصوصاً أن هذه الأحاديث تزامنت مع الكشف عن المزيد من المصالح الأمريكية – التركية المشتركة في سورية.
وقد أعلنت أصوات كردية أن واشنطن باعتهم ومن المعروف عن اميركا تخليها الصريح عن حلفائها باستمرار بعد أن تجد مصالحها مع اطراف أخرى.
ورأى محللون أن أميركا لم تكن يوما حليفا للكرد، «فالإنكليز والأميركان لطالما باعوا الساسة الأكراد لمصلحة تركيا، وفي سورية كان الأميركيون يبحثون عن حلفاء لتبرير احتلالهم لاجزاء من الجزيرة ووجدوا ضالتهم في متزعمي «قسد»، واليوم فإن الولايات المتحدة الأميركية ستبيع «قسد» مع عودة البديل التركي «الأصيل».
من جهة أخرى استشهد ٣ مدنيين وأصيب آخرون نتيجة تفجير سيارة مفخخة بمدينة القحطانية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، وذلك بعد ساعات من تفكيك سيارة مفخخة ثانية في مدينة رأس العين، في ريف الحسكة الغربي.
وقد تبنى تنظيم «داعش» الارهابي العمل الارهابي.. وقد كان تنظيم «داعش» قد أعلن قبل أيام عبر الصفحات التابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي عما أسماه بـ»غزوة الاستنزاف»، معتبراً أن استخدام المفخخات والانغماسيين سيكون وسيلته للرد على خساراته لمناطق سيطرته هناك.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044