مله الانتظار بعد أن ألغى كل شيء بانتظار لقاء معها.. متأملاً ومضات حب ترصع أيامه.. وسبيل نجاة ينسيه تعب الحياة وأرقها.. فاستحضر موقفاً أنعش روح المكان ما جعله أكثر جلداً على الانتظار.. مضى وقت ليس بقليل فبدأ صبره ينفد.. هاتفها لم ترد.. زحمة المكان وضجيجه كفيلان بكتم صوت هاتفها وعدم سماعه..
كرر المحاوله مرات عدة إلى أن انتبهت فردت عليه متوتره.. قلقة.. آسفة على التأخير.. مؤكدة له أنها ستكون في المكان المحدد أقل من ساعة..
مترجية إياه ألا يزعل، قال لها: أتعتقدين أن بإمكاني العودة قبل أن أراكِ وتجعلين من نبضات روحي أجنحة في فضاء الأمل.. سعدت بسماع نبضه الجميل وبعد ساعة ونصف من وعدها له.. هاتفته معتذرة عن تأخر الوقت وعدم تمكنها من الحضور.. غداً إن شاء الله نلتقي.
جن جنونه وقال لها: بعد كل هذا الانتظار واللهفه تؤجلي اللقاء لليوم الثاني.. يبدو أنك بارعة في تقليد بعض دوائرنا الحكومية التي يمضي مراجعوها ساعات طويلة وهم ينتظرون بلهفة وتوق أمام نوافذها لإنهاء معاملاتهم وفي نهاية المطاف يقول لهم موظف: انتظروا ريثما يعود المسؤول عن معاملاتكم إن شاء الله ساعة ويعود.. غير آبه بهم.. ولا بمعاناتهم وإضاعة وقتهم.. وحين تصبح الساعة ساعات وينتهي الدوام يقول: (تعالوا غداً) لا تضيعوا وقتكم.. «ما في فرق بين اليوم وبكرا»..
علاء الدين محمد
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044