بعدما تسبب بانهيار الائتلاف الشعبوي الحاكم…سالفيني يواصـــل ضغطه لإجـــــــراء انتخابات مبكــرة في إيطاليــــــــا
واصل وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أمس ضغطه لإجراء انتخابات مبكرة بعدما تسبب بانهيار الائتلاف الشعبوي الحاكم، مواصلاً في موازاة ذلك جولته على شواطئ جنوب البلاد، فيما بدأ المعسكر المناهض لانتخابات مبكرة بتنظيم نفسه.
وقال زعيم الرابطة (يمين متطرف) أمام الصحافيين إن الأمر الوحيد الذي يهمني هو تحديد موعد للانتخابات، بعدما التقط صور سيلفي على شاطئ بوليكورو في بازيليكاتي جنوب إيطاليا.
ومن المقرر أن تنتهي جولة سالفيني التي بدأها أول من أمس بسلسلة لقاءات شعبية على ساحل البحر الادرياتيكي في صقلية.
وقالت فولفيا ستراجيا لوكالة فرانس برس مدرسة الرياضيات الآتية من ماركي جنوب شرق إيطاليا «يعجبني سالفيني! أرى أنه يجب أن يكون رئيس حكومة».
ولسالفيني شعبية في بوليكورو، أحد معاقله حيث حققت مجموعة خمس نجوم التي كسر تحالفه معها الخميس فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية عام 2018.
مع ذلك استقبل باحتجاجات ردد المشاركون الشباب فيها عبارات «فاشي، عنصري»، وقاموا بأداء أناشيد إيطالية تعود للحرب العالمية الثانية، قبل أن يحاول أحدهم أن يرمي كأس ماء بوجه سالفيني.
وبدون أن يتأثر كثيراً بهذه الحادثة أكد سالفيني أنه يريد عبر الانتخابات أن يمنح إيطاليا حكومة تتمتع بالشجاعة والاستقرار وتبقى على الأقل 10 سنوات، مضيفاً «من يؤخرون الموعد في البرلمان يريدون فقط إنقاذ كراسيهم».
وتهدف جولة سالفيني الذي خرج منتصراً من الانتخابات الأوروبية بحصوله على ضعف الأصوات التي حصدتها حركة خمس نجوم) إلى زيادة شعبيته أكثر خصوصا في جنوب البلاد.
ونيكولا ديكليسيس القادم من بوليا والذي صوت لحركة النجوم الخمس «كاحتجاج»، مؤيد كذلك لسالفيني الذي يشغل منصبي وزير الدخلية ونائب رئيس الوزراء وقال «سالفيني يتحرك وليس خائفاً»، مبدياً تأييده لموقف سالفيني من السفن الإنسانية التي تنقذ مهاجرين.
وانتقد زعيم حركة خمس نجوم ونائب رئيس الوزراء كذلك لويجي دي مايو ما قام به سالفيني الذي أسقط الحكومة الوحيدة التي قاومت خلال عام اللوبيات والمجموعات النافذة، واعتمدت قانوناً لمكافحة الفساد هو الأقسى في أوروبا وقدمت مساعدات للمتقاعدين والفقراء.
ووجه دي مايو دعوة لكل القوى السياسية والنواب ليطلبوا تصويتاً طارئاً حول تقليص عدد النواب المعدّ في مشروع قانون.
ورغم أن البرلمان في عطلة، تمّ استدعاء كل البرلمانيين المنتمين إلى الرابطة للاجتماع بعد ظهر الاثنين، من جهته، يعتزم دي مايو حشد قواه.
وليست هذه المرة الأولى التي تطاح فيها حكومة في إيطاليا، لكنها المرة الأولى التي يمكن أن تخوض البلاد انتخابات مبكرة في الخريف، الموعد الذي تعد خلاله الموازنة وأثّر احتمال البقاء في فترة طويلة من عدم الاستقرار على الأسواق.
ويُفترض أن يحدد الاجتماع في مجلس الشيوخ موعد التصويت على مذكرة حجب الثقة عن رئيس الحكومة جوزيبي كونتي التي قدّمتها الرابطة الجمعة القادمة.
وبحسب خبراء لا يستبعد كذلك احتمال أن تبقى حكومة كونتي قائمة حيث يمكن أن تدعمها حركة خمس نجوم، صاحبة الأغلبية في غرفتي البرلمان، وأحزاب من خارج التحالف الحاكم المنهار مثل الحزب الديموقراطي ونواب آخرين يخشون خسارة مراكزهم.
كما يمكن أن يكون خيار استبعاد تصويت مبكر المفضل لدى الرئيس سيرجيو ماتاريلا الوحيد القادر على حلّ البرلمان، نظراً لأن إيطاليا، ثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، والرازحة تحت ديون كبيرة، ستناقش مع بروكسل مسائل متعلقة بالتزاماتها في إطار الموازنة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047