تواشــــيح مـــن التـــراث الشــــــعبي في إدلـــــــب

 

أطلق محمد خالد عمر لقلمه عنان التدوين في كتاب «لوحات من التراث الشعبي في إدلب»، تاركاً لذاكرته الانطلاق إلى ضحكات الطفولة المغلولة، ووشوشات الصبايا ورقصات الشباب وأغنيات الأقدام محاولاً من خلالها فتح بوابات الفرح التي تزكي الأمل وتعلي الهمم وتحفظ ذاكرة كادت الحرب أن تمحوها مسهماً في جمع وحفظ بعض التراث الشعبي في محافظة إدلب, الذي كان سائداً حتى بداية النصف الثاني من القرن العشرين قبل أن يذوب العمر كقصور الثلج، ففي مقدمة كتابه يؤكد الكاتب أنه حرص على أن ينقلنا إلى أجواء تلك الأيام ببساطتها، وجمالها ودفئها الذي يضفيه جو المودة والألفة وإظهار أهم سماتها إذ كان يبرز جو الفرح والتعاون بوجهه الصريح عند كل مفاصل الحياة في كل مناسبة اجتماعية، سواء بطابعها المجتمعي أو الديني من ولادة الصبي وختانه إلى «ختم القرآن الكريم» إلى تعلم المهنة الى مواسم الزواج الى الاحتفالات بموسم الرسول الأكرم محمد  وإبراز الرابط بين تلك الأنشطة الاجتماعية والعادات الأصيلة المتأصلة وقد عمل في البحث عن جذر كل فعل من مكونات الأنشطة كالدبكة والرقصة الشعبية والموال والعتابا ومدى مناسبتها لبيئتها الجغرافية وهويتها التاريخية ورصدت أجواء الفرح ومتعة أبناء المجتمع بالمحبة ومساعدة بعضهم بعضا.
لم يكتف الكتاب بتقديم الفنون الشعبية للقارئ وحفظها وحسب، بل حاول أن يضفي عبقاً من روح العصر على هذا التراث بألق وحيوية بغير اضطرار إلى تغيير أي شيء منه بل كنا نقف أمامه باحترام مع إدراكنا لأهمية نقل مثل هذه الأعمال وتقديمها بثوب حريري في مادته ومزركش في رسمه وتواشيحه, وكيف لا يكون ذلك والفن الشعبي في إدلب غني جداً ومتجذر عمقا في التاريخ وكون رصيدا في الإرادة الأكيدة لقاطن أرض الديانات السماوية إضافة إلى الشعر العربي «ديوان العرب» ولغنى هذا الفن في إدلب بقيت صور لوحاته التراثية مدة تزيد على ربع قرن تحصد جوائز مهرجانات محلية وعربية.
يحاول محمد خالد عمر في كتاب «»لوحات من التراث الشعبي في إدلب» طباعة الهيئة العامة السورية للكتاب، نقل فكرة وإبداع الحركات وقدرتها على تقديم مفاهيم يحمل كل منها معنى من المعاني السامية,كالكرم والإباء وحب الوطن لإيماننا جميعا أن لا قيمة للفن التراثي الإبداعي إن لم يحمل رسالة قيمة من الأجداد للجيل الجديد الذي سيحمل مسؤولية حفظ الأمانة وتطوير الإبداع.
في الكتاب جزء كبير من التفاصيل المعيشة في المجتمع المحلي الذي تمثل محافظة إدلب جزءا مهما منه في عصر التحول ومثل هذه الأعمال لا تسهم فقط في حفظ التراث المحلي والمحافظة عليه بل تسهم أيضاً في نشره كجزء مهم من تراث الأمة في بعض الأحيان والمفاصل التاريخية يكون جزءاً من هوية الأمة لاشتراك الأمة من محيطها إلى خليجها في تراث واحد.

رنا بدري سلوم
التاريخ: الثلاثاء 20-8-2019
الرقم: 17051

 

 

 

آخر الأخبار
الإطار الثلاثي"السوري الأميركي التركي".. وضع إسرائيل في خانة "اليك" أسعار المشتقات النفطية تحت "رحمة الدولار" تأهيل محطة مياه الطريف بريف دير الزور بين ضعف الخدمات وتحدي الوعي البيئي.. دمشق تحلم بوجه نظيف انعكاسات منتظرة بعد تخفيض أسعار المحروقات خطة إعلامية توعوية بحلب لترسيخ السلوك البيئي الإيجابي حملة لرفع الأنقاض في تادف شرق حلب بلا فرامل دوري على المكشوف سعر الصرف والسوق المفتوحة.. بين المشكلة والحل الأمبيرات في حلب.. قرار رسمي لا يُنفذ ومعاناة لا تنطفئ من جديد.. أزمة المواصلات تتصدر المشهد في حلب استكمال تأهيل الثانوية المهنية الصناعية الخامسة بحلب قلوب مخترقة.. عندما يغازل الذكاء الاصطناعي مشاعرنا أمان وصحة المراهقين.. كيف نحافظ عليهما؟ الانضمام للحرب ضد "داعش" والشبكات الإرهابية.. سوريا ضمن أكبر تحالفين دولي وإقليمي المبادرات التطوعية.. خدمة إضافية لبناء المجتمع مسيحيو سوريا يعودون إلى معقلهم بعد 14 عاماً من التهجير القيادة المركزية الأميركية: تنفيذ أكثر من 22 عملية ضد تنظيم "داعش" في سوريا تخفيض أسعار المحروقات.. خطوة إيجابية لكنها غير كافية