قد يخيل لنا أن الفن التشكيلي أدب تكتب فيه مئات الصفحات في لوحة واحدة، أداته الفرشاة ومادته الأصباغ والألوان، يستمد أبعاده ومدلولاته من واقع الشعب وتاريخه وانتمائه وأحلامه.
عن واقع الفن التشكيلي وما تمر به التجربة التشكيلية السورية حاليا بعد مرحلة من الصعوبات التي واجهتها في الأزمة كان لابد أن نسلط الضوء على بعض الآراء لما ألت اليه هذه التجربة بين دور المراكز الثقافية ودعمها لصالات العرض وخلقها لحالة من تنشيط الحركة التشكيلية,وبين ما تقدمه من فائدة مادية للفنان التشكيلي من خلال تسويق لوحاته وحصوله على ربح مادي.
الفنان التشكيلي حسن ملحم التي تنوعت أعماله بين المواضيع الإنسانية لتمتزج أحيانا بالبيئة الشعبية وأحيانا بألوان الطبيعة لتتبلور بشكل أو بأخر بحب الوطن.
يرى أن صالات العرض في المراكز الثقافية تقدم خدمة كبيرة للفنان السوري بالتأكيد من خلال تقديم صالات العرض مجانا وربما يحصل أن يبيع الفنان خلال فترة العرض على أن تباع اللوحة وتحجز خلال فترة العرض وتسلم للمشتري في نهاية مدة العرض ولكن نادرا ما يحصل بيع للأسف، لذلك نرجو نحن كفنانين تشكيليين من هذه المراكز اقتناء عمل فني واحد على الأقل ربما تكون عن تكاليف النقل فقد أصبح العمل الفني مكلفا جدا وربما يعطي الفنان دافعا اكبر للاستمرار بالعطاء ولاسيما أن الفنان السوري يستحق الدعم لتميزه وإبداعه.
من ناحية أخرى خلال تطرقنا لظاهرة بيروت كمركز لرسم اللوحات حسب الطلب في الخليج قال ملحم أن الظاهرة مازالت مستمرة لكن ليست كالسابق ومن وجهة نظره هي ظاهرة سيئة لأنها محصورة بمكان معين ومزعجة بنفس الوقت لأنها أصبحت في هذه الحالة مجرد تجارة دون أن تقيم الفن الحقيقي من خلال المشاهدة والعرض المباشر ومن المعيب أن تكون حكرا على فئة معينة.
الفنان التشكيلي فداء منصور الذي جمع عدة مدارس للفن التشكيلي بلوحاته معتمدا على النقل والمحاكاة بأسلوب واقعي، يرى أن المراكز الثقافية تتيح للفنان عرض تجربته لكن غير مشجعة على البيع أو تسعير الأعمال وكأن الفنان جمعية خيرية، لكن ربما يتواصل مع زبائن أو مقتنين بشكل خاص، من ناحية إيجابية لا ننكر أن صالة العرض تكون مجانية فهذا يعتبر دعماً من الناحية الفنية لكن الناحية الربحية ضئيلة الاحتمالات.
أما عن سؤالنا له عن ظاهرة تسويق اللوحات في بيروت والخليج فهو يراها جيدة من حيث الاقتناء والسعر ففي الخليج تتاح الفرصة لتواصل أوسع مع أوروبا والخارج ما يتيح الشهرة اكثر,وهي ظاهرة مشجعة ونتمنى أن يكون هناك شيء مماثل في سورية.
قد يكون لدينا نقص في هذا النشاط ربما بسبب تبعات الأزمة ولكن لا يمنع من وجود مقتنين ورجال أعمال ومسوقين بهذا الخصوص وهنا يكمن دور الإعلام أيضا في الإضاءة على الفنانين في سورية وتعميق الثقافة البصرية وإيصالها للمتلقي من خلال تسليط الضوء على المعارض التي تقام في سورية وخارجها وهنا يمكنني في الختام شكر الإعلام السوري المكتوب والمتلفز على تغطية معظم نشاطاتي الفنية واطلاق تجربتي الدائرية التي أحدثت جدلا كبيرا في الوسط المحلي والعربي ووصلت شظايا تجربتي إلى أوروبا وكلي امل أن استجلب العالمية إلى سورية عاجلا أم أجلا.
رانيا صقر
التاريخ: الثلاثاء 20-8-2019
الرقم: 17051