أكثر من 60 شركة إيرانية تشارك في معرض دمشق الدولي… آفاق مفتوحة للعلاقات الاقتصادية السورية ــ الإيرانية خلال اجتماع تحضيري لمؤتمر الغرفة التجارية المشتركة اليوم

اجتماع موسع للغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة عقد أمس في فندق إيبلا الشام بحضور وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف النداف ومستشار النائب الأول للرئيس الإيراني رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية السورية العراقية حسن دنائي فر.
تم خلاله التأكيد على ضرورة تفعيل دور غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة والارتقاء بدورها في تعزيز وتطوير علاقات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين ووضع الوسائل والآليات التي تضمن تفعيل دور هذه الغرفة بما يخدم مصلحة شعبي البلدين ويؤمن احتياجات أسواقهما من مختلف الصناعات.
وأكد الدكتور النداف دعم الحكومة السورية لأي مسعى أو نشاط يساهم في تطوير العلاقات التجارية والصناعية والاستثمارية ويرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، لافتاً إلى أهمية وضع نقاط وأسس مشتركة يتم بحثها ومناقشتها خلال مؤتمر غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة الذي يقام اليوم، وتذليل الصعوبات والعقبات التي تعوق هذا التعاون من جراء الارهاب المتمثل بالحصار والمقاطعة والاجراءات الاقتصادية الأحادية الجانب بحق سورية وإيران.
ودعا النداف الحضور من الجانب الإيراني لزيارة المدن الصناعية للاطلاع على المعامل والتسهيلات التي تقدمها الجهات المعنية لإنشاء المعامل سواء بالترخيص أو تقديم الأرض والخدمات، موضحا أهمية البحث والعمل على إنشاء مصانع او معامل مشتركة لصناعات تحتاج إليها السوق المحلية في سورية كمصنع للخميرة على سبيل المثال، وضرورة إقامة معارض دائمة في البلدين تعرض في كل بلد منتجات البلد الآخر تحت عنوان صنع في سورية أو في إيران.
وتطرق النداف إلى ضرورة إحداث بنك للمعلومات يتضمن معلومات عن الواقع الاقتصادي واصحاب الفعاليات التجارية والصناعية ومنتجات البلد.
من جانبه شدد سفير ايران بدمشق جواد تركابادي على أهمية تحقيق مزيد من التعاون لتصبح التجارة البينية بين سورية وإيران تجارة داخلية في بلد واحد.
وبين كيوان كاشفي رئيس غرفة التجارة السورية الايرانية أهمية إنشاء بنك معلومات عن الفعاليات والانشطة الاقتصادية في البلدين واستثمارها لتحقيق المنفعة المشتركة، لافتاً إلى أهمية عرض المعوقات والصعوبات التي تعيق عمليات التبادل التجاري وايصالها للحكومتين لإيجاد الحلول الناجعة لها، والعمل على تشكيل لجان متخصصة عن كل قطاع من القطاعات الاقتصادية والصناعية تعمل على تطوير علاقات التعاون بين أصحاب الفعاليات الاقتصادية في إطار اختصاصها.
بدوره لفت فهد درويش نائب رئيس غرفة التجارة السورية الايرانية المشتركة إلى ضرورة تفعيل دور الغرفة ووضع برنامج وخطة عمل وأهداف تطبق بشكل فعلي يتلمس شعبا البلدين نتائجها على الواقع.
وطرح درويش خلال الاجتماع مقترحا بتشكيل شركة مساهمة أو قابضة نموذجية تضم أعضاء الغرفة السورية الايرانية المشتركة وتنضوي تحت ظلها عدة شركات متنوعة لتكون أنموذجاً ايجابياً لعدة شركات مماثلة في البلدين تعمل في المجالات الصناعية والاستثمارية والتجارية، لافتاً الى أن مثل هذه الخطوة تسهم في تطوير عمل القطاع الخاص وتطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأكد رئيس غرفة التجارة السورية الايرانية عن الجانب السوري عمران شعبان حرص اصحاب الفعاليات الاقتصادية في سورية على تفعيل وتنشيط علاقات التواصل والتعاون الاقتصادي والتجاري مع نظرائهم الإيرانيين، لافتاً الى الدعم الذي تقدمه الحكومة السورية لأي نشاط يعزز دور رجال الاعمال في إقامة مشاريع ونشاطات اقتصادية واستثمارية في سورية.
بعد ذلك قدم اعضاء الغرفة مداخلات عن قطاعات صناعاتهم ومنتجاهم وحرصهم على تأمين احتياجات السوق السورية من مختلف السلع.
وكان عقد صباح أمس اجتماعاً في مبنى الوزارة بين الجانبين أكد فيه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف النداف ومستشار النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن دنائي فر ، رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية مع سورية والعراق حرص مسؤولي البلدين في سورية و ايران على تعزيز وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين قيادتي البلدين.

مطحنة أم الزيتون إحدى ثمار التعاون
وأوضح النداف أنه من ثمار التعاون الاقتصادي بين سورية وإيران بناء مطحنة ام الزيتون في السويداء بالتعاون مع خبرات وكفاءات إيرانية والتي سيتم تدشينها قريبا بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية الجارية حاليا، وأيضا تجهيز مطحنة سلحب بحماة بالمستلزمات والمعدات اللازمة، هذه التجهيزات التي يتم شحنها حاليا بالإضافة إلى التعاون في عدد من المشاريع الأخرى التي تتم دراستها كإقامة معمل للتعليب والتوضيب وإقامة مجمع تنموي، مؤكداً أهمية المشاركة في معرض دمشق الدولي لتعزيز وتطوير علاقات التواصل والتعاون مع مختلف القطاعات والفعاليات الاقتصادية والتعريف بصناعات ومنتجات الدول باعتباره رسالة للعالم بأن سورية كانت وما زالت ملتقى الحضارات والشعوب المحبة للخير والسلام والتقدم والازدهار.
بدوره هنأ الدكتور دنائي فر الشعب السوري بالانتصارات الميدانية السياسية والعسكرية التي تحققها سورية ضد قوى الإرهاب والظلام ومموليها، معرباً عن ثقته بجلاء الإرهابيين قريباً عن كل شبر من ارض سورية الشقيقة بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري والقوات الصديقة، مؤكداً حرص بلاده على الوقوف الى جانب سورية في مختلف الميادين والمجالات الاقتصادية والصناعية وان تكون العلاقات مع سورية مثال يحتذى به بين جميع دول وشعوب العالم والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية.
شركات إيرانية ترغب
بالمشاركة في إعادة الاعمار
وكشف الدكتور دنائي فر أن ما يزيد عن 60 شركة ايرانية من مختلف القطاعات تشارك في الدورة الحالية لمعرض دمشق الدولي ال 61 وجاءت الى سورية لرغبتها بإقامة مشاريع اقتصادية واستثمارية مما يعكس حرص إيران على المشاركة في مسيرة البناء والتطوير وإعادة إعمار ما دمرته يد الإرهاب والاجرام في سوريا منوهاً بأن هناك وفدا رسميا كبيرا من إيران يضم نحو ثلاثين شخصية من رجال الأعمال الإيرانيين سيزور سورية للمشاركة في المعرض والاطلاع على مجالات التعاون والمشاريع التي يمكن القيام بها في سورية.
وتناول الحديث خلال اللقاء أهمية دور غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة في تعزيز وتطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين والعمل على إقامة مشاريع اقتصادية حيوية مشتركة باعتبار أن هذه الغرفة ثمرة من ثمار علاقات التعاون القائمة بين البلدين وواقع عمل الشركات الإيرانية في سورية .
ومن جانبه أعلن أمين سر غرفة التجارة السورية الإيرانية مصان النحاس انه تم مؤخرا عقد اتفاقيتين مع رجال أعمال وأصحاب فعاليات اقتصادية إيرانيين لانشاء معملين الأول لصناعة حليب الأطفال والثاني لإنشاء معمل للادوية السرطانية مشيراً إلى أن الاتفاقين من أهم الاتفاقيات التي هدفت لتغطية احتياجات سورية بالكامل من حليب الاطفال على أن يتم تصدير الفائض من الإنتاج والمشروع الثاني انشاء معمل للأدوية السرطانية والأدوية العادية .
وأضاف لقد حظي هذان المشروعان بدعم كبير من القيادتين السورية والإيرانية وقدمت لهما تسهيلات كبيرة من قبل الحكومة السورية وسيتم وصول آلات وتجهيزات المعملين بداية العام القادم.
دمشق – رولا عيسى
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058