خدمات طبية مجانية لمرضى التصلب اللويحي.. مشــفى دمشق: تطـور آليات التشخيص.. والمعالجــــة بفصادة البـلازمـــا
أكد الدكتور أنس جوهر رئيس الشعبة العصبية بمشفى دمشق- رئيس رابطة العلوم العصبية السورية- أنه وبالرغم من الظروف التي مر بها بلدنا خلال فترة الأزمة تم إدخال فصادة البلازما ومعالجة المرضى في حالة اعتلالات الأعصاب، حيث لم يتوقف العمل في الشعبة من ناحية العيادات الخارجية وتخطيط الأعصاب والعضلات إضافة لتخطيط الدماغ وخدمة المرضى بالشعبة للدراسة وتقديم العلاج اللازم، مشيراً إلى تزايد أعداد المرضى والمراجعين بشكل أكبر جراء تحرير المناطق من رجس الإرهابيين، لافتاً إلى التطور الكبير الحاصل في آليات التشخيص والعلاج التي تسهم بتحسين الأداء الحركي للمريض،منوهاً بقيام وزارة الصحة بتأمين الأدوية مجاناً لمرضى الأمراض العصبية، وينسحب ذلك على الأمراض المزمنة رغم الفاتورة العالية لأدوية الأمراض المزمنة وذلك لتخفيف الأعباء عن كاهل المرضى وذويهم. لافتاً إلى وجود أكثر من خط للعلاج كان بدأ سابقاً عن طريق الإبر إلى أن أصبح حالياً عبر دواء فموي ما خفف معاناة المرضى كاشفاً عن أنه سيتحول في المستقبل إلى العلاج الوريدي.. كما أن الوزارة توفر خدمات علاجية مجانية لمرضى التصلب الويحي عبر 6 مراكز في دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس وتشمل الخدمات التشخيص والمتابعة والعلاج وفق بروتوكولات علاجية دوائية موحدة.
واضاف أن توفر الاستقصاءات الضرورية للتشخيص ساعد الكثير من المواطنين على مراجعة اللجنة والمشافي لتشخيص المرض لديهم، إضافة إلى وجود بعض الوسائل الداعمة للتشخيص مثل إجراء البزل القطني والذي يفيد في تأكيد التشخيص حسب المعايير الحديثة للمرض، وكذلك إجراء كمونات بصرية تساعد على التوجه لتأكيد تشخيص المرض، مشيراً لأهمية الممازجة بين الاختصاصات العصبية والاختصاصات الأخرى التي لها علاقة مشتركة بعلاج بعض الأمراض، كاختصاص الألم وتسكينه، للاستفادة من كافة الخبرات الطبية ووضعها في خدمة المرضى، لافتاً إلى أن اختصاص تخطيط الأعصاب (الفيزيولوجيا العصبية)، يتم من خلاله تقديم تخطيط الأعصاب أكاديمياً لتحسين ممارسة الأطباء الاختصاصيين والمقيمين، وتحقيق تطوير العمل بشكل أفضل لتقديم الخدمات الطبية والاستشفائية المثلى للمرضى والمراجعين،موضحاً أن طب الأعصاب اليوم هو من أكثر العلوم تطوراً من ناحية الفحوصات وأجهزة التشخيص وسبل العلاج، وأن مرض التصلب اللويحي هو مرض مناعي ذاتي، وهو عبارة عن إصابة بالجزء العميق من بيضاء الدماغ نتيجة حدثية التهابية ما يؤدي إلى حدوث ما يسمى لويحات، لذلك يسمى المرض تصلب لويحي، وهذه اللويحات متعددة يسمى التصلب اللويحي المتعدد، وحسب مكان توضع اللويحات يمكن أن تؤثر وتسببب أعراضاً عند المريض بصرية عند إصابة العصب البصري وحسية وحتى حركية أو اضطراب بالتوازن.
وذكر الدكتور جوهر أن هذا المرض غالباً يشيع عند الفئة الشابة والأعمار الصغيرة، يمكن أن يصاب الأطفال بنسبة أقل، وكذلك الكبار بنسبة أقل أيضاً، إضافة إلى أن له أشكالاً متعددة، منها هاجع ناكس يأتي بشكل هجمات متكررة والمريض بعد الهجمة يتحسن بشكل كبير ويمكن أن تكون بعض العقابيل بعد كل هجمة، والشكل الآخر هو الشكل المترقي البدئي. موضحاً وجود نوعين من العلاجات، علاجات تعطى للمريض أثناء الهجمة لتسريع فترة الشفاء عند المريض، وفي هذه الحالة يعطى المريض ميتيل بريتنوزونول تسريب وريدي وذلك حسب بروتوكولات علاجية متعددة، تسريب وريدي. إضافة إلى علاجات وقائية أخرى، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تأمين هذه العلاجات الوقائية بشكل أساسي، وحتى علاج الهجمات.
وبين أن الحقائق العلمية المعروفة عن تطور المرض خلال الأربعين سنة الماضية لا يزال حتى اليوم غير قابل للشفاء لكن يمكن إيقاف تطوره بالأدوية كونه يتطور بشكل تدريجي أو على شكل هجمات تختلف من شخص إلى آخر، لافتاً إلى أن العلاج الدوائي حالياً يمنع ترك عقابيل عند المريض ويحسن نوعية حياته مع إمكانية منع حدوث الهجمات لكن المشكلة تكمن في أثر المرض على الصعيد الحركي والذي يحاول الخبراء تفاديها أو التخفيف منها.
دمشق- عادل عبد الله
التاريخ: السبت31-8-2019
رقم العدد : 17061