مع تسارع عجلة الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين في إدلب ومحيطها، والتي جاءت في البداية رداً على اعتداءاتهم، تتضح أكثر فأكثر معالم المشهد الميداني، وهو ما يبشّر بأن الفترة التي قضاها متطرفو الأنظمة المعادية لسورية في بعض المناطق التي دخلوها وعاثوا فيها خراباً انتهت، وبات القضاء عليهم أمراً واقعاً لا رجعة عنه.
تلك الأنظمة ومعها أولئك المرتزقة ظنوا في بداية الأمر أن الموضوع مجرد نزهة يقضونها في الأرجاء السورية، وان دخول أي مكان سيكون كالخروج منه، غير مدركين أنهم مجرد معتدون، والأدوات التي يستخدمونها ثلة من اللصوص وقطّاع الطرق، وأن الأمر سوف ينتهي بهم حكماً إلى السجون والقبور، ومن يبقى منهم سيكون مجبراً على الهروب والعودة من حيث جاء.
العمليات في إدلب سوف تأخذ منحى مختلفاً تماماً عن سابقاتها، سواء في التكتيك أم القضم والمواجهة، ليتم حشر الإرهابيين في منطقة سوف تضيق بهم، وهنا لن يكون أمامهم أي خيارات، بعد أن حصل بعضهم على فرصة الانتقال من بعض المناطق التي تم استثمارهم فيها، حيث بات مؤكداً أن مدة صلاحيتهم انتهت، ولاسيما أن الإرادة الدولية وصلت إلى مرحلة تطلب منها النظر في موضوع الإرهابيين من زاوية مختلفة، لكونهم يشكلون خطراً على العالم أجمع، والقضية لا تتعلق بسورية وحدها، وبالتالي فإن القضاء عليهم بات مصلحة عامة.
ما يجري سوف يدفع منظومة العدوان لمراجعة ذاتها، والبحث عن فوهة نجاة، والبحث في التفاصيل والجزئيات، وربما تكون مجبرة على ذلك، لأنها بالنتيجة سوف تبحث عن مصلحتها أولاً، وخاصة أن أولئك المرتزقة سوف يصبحون عالة عليها مع الأيام إذا لم يكن هناك مهمة جديدة يتم استخدامهم فيها، وما الأخبار التي تتوارد يوماً بعد آخر عن نقلهم خارج سورية إلى أماكن في شرق آسيا وأفريقيا إلا جزء من إنهاء المخطط الذي رُسم لهم قبل سنوات خلت.
جميع محاولات داعمي الإرهاب طيلة الحرب العدوانية على سورية باءت بالإخفاق، وأي مساع للنيل منها لن تحصل، لأن الوقت أدركهم، وما لم يستطيعوا تحقيقه وهم في أوج قوتهم وكامل إمكاناتهم، لن يكونوا قادرين على الوصول إليه، لأن تحصينات مرتزقتهم تتداعى، وصفوفهم تتهاوى.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: السبت31-8-2019
رقم العدد : 17061