البعث واستدراج الأسئلة المؤجلة…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم: يستدرج البعث بعد ستة وستين عاماً الكثير من الأسئلة المؤجلة منذ عقود، وجاءت التطورات الأخيرة لتلح في استحضار إجابات حاولت في كثير من الأحيان المماطلة والتريث والتأجيل لبعض الوقت أو تعاطت مع المراحل بتباين معطياتها بالنمط ذاته، وحتى بالرتم نفسه.

ربما لا ينفع الحديث اليوم في كثير من مسلمات الماضي، ولا نغالي إذا قلنا: إن الاتكاء على ظواهر طافية بشكل آني على السطح لقراءة الحاضر قد لا يكون صائباً في مطلق الأحوال، لكن في الوقت ذاته سيكون من الضروري النظر بالمرآة ذاتها سواء في محاولة التصدي لمحاكمة الماضي، أم في مقاربة ما هو قائم، وأيضاً في تجربة استقراء القادم.‏

فالتحديات لا تقتصر على ما تعانيه القومية من طعن مستعرٍ في وجدانها، ولا هي محصورة في زاوية الصدام مع مفردات تريد أن تزيح العروبة عن حاضنتها الفكرية، بل تتحرك في مختلف زوايا العمل السياسي والحزبي على حد سواء، وتزداد حضورا في الحيز الذي يشكله البعث في تاريخ الأمة وخصوصا حين تُسْتهدف في أهم مكوناتها، وتراكم من المتاعب الناتجة حين تتعثر في الإجابة على اشكاليات استجدت بحكم تقادم السنين.‏

لذلك قد يبدو من الظلم أن تقارب المسألة برمتها من منظور الرغبة في إجراء تلك المحاكمة التي تبرز وتتكثف محاولات تظهيرها وفي زمن تتكاثر فيه متاعب القومية الناتجة عن أوجاع العروبة، لتتصدر واجهة كل المحاولات المشابهة لمساءلة مرحلة بحد ذاتها وربما تاريخ امة برمته.‏

في منظور القراءة للتجربة تتباين الرؤية وتتعارض الاستنتاجات بحكم الظرف التاريخي الذي يدفع بالبعض إلى المغالاة في المحاكمة من منظور النتائج دون أن يقرن ذلك بالظروف، ويحاول أن يقدم الدليل على أنه وجد الشماعة التي يستطيع من خلالها أن يعلق كل أخطاء الماضي وحتى عثرات الحاضر وربما انعكاسات المستقبل.‏

في التجربة سيكون من الصعب الفصل لكن هذا لا يعطي الذريعة للذهاب بعيدا، وبالتالي فإن من المنطقي الأخذ بالاعتبار ما تعرضت له مسيرة العمل السياسي العربي من منحنيات بدت في تجارب الكثير من الأحزاب وكأنها تعرجات، وأحيانا جاءت بمستوى انكسارات، وانهمرت الاتهامات بشكل متواتر مستغلة مناخ التهجم على القومية والعروبة لتشهر خنجر غدرها من باب ما يمثله البعث في الوجدان القومي.‏

أمام هذا الجنوح في الطرح كان لا بد من إعادة المعايرة على قاعدة بسيطة مفادها وجوهرها أن البعث في هذه المرحلة ليس في طور المخاض كما يتوهم البعض، ولا هو في مرحلة البحث عن هوية تناسب لون العصر بدمويته المفرطة أو في يباسه المزدوج، ولا يحتاج بالأساس إلى تحديد نموذج يقارب من خلاله ما يعتقد البعض أنه بحاجة للمقاربة، خصوصا أنه يمتلك القدرة والمرونة على المواجهة والملاءمة بين التكتيك والاستراتيجية.‏

على هذه القاعدة يمكننا النظر إلى ما هو أبعد من الجزئيات التي تطفو اليوم، ونستطيع أن نجزم أن البعث ليس في إطار القبول باي تجاوز على بديهيات العمل خصوصا أنه يحدد خطوات إعادة تبويب الأولويات التي ترسم خطا أفقيا يتقاطع مع مرتسمات عمودية تمليها التطورات والأحداث.‏

وربما جاءت المرحلة بما فرضته من تحديات لتخلق في الآن ذاته ما يطابقها من فرص، لا تكتفي بتوفير عوامل االمواجهة الآنية والمستقبلية فحسب، بل تفتح بوابات فعلية لكسب الرهان، والانتقال من مرحلة صد السهام – على كثرتها – إلى المبادرة بتعزيز مؤشرات نهوض شعبي يرتسم في بقع متناثرة من الوضع العربي، تصلح في النهاية كقاعدة لنفض ما تراكم من ترهل السنوات والعقود من جهة، ولتشكيل مد عربي مناهضٍ لزمن الردة ومجابهٍ للمحاصصة السياسية القائمة على تورمات الحالة الفردية وطغيان المال النفطي وفكره الظلامي بطابقيه الوهابي والأخواني من جهة ثانية.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!