بين ادعاءات وقف الحرب ورفع الحماية عن تحالف العدوان …ترامب يستثمر بورقة اليمن في سوق الانتخابات الأميركية
تتعمد واشنطن ابراز وجودها كلاعب اساسي وحصري على الساحة اليمنية لقلب الاوراق حسب اهوائها الاستعمارية، فمن جهة تغسل عار اجرامها أمام المجتمع الدولي بالدعوة الى وقف اطلاق النار في اليمن ومن جهة أخرى يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوات تصب في مصلحة الحملات الانتخابية الاميركية لعام 2020 سياسيا وماديا كان أولها تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد حول حماية واشنطن لشركائها في المنطقة، مشيراالى توزع القوات الأميركية في اليمن ومستنكرا مهمتها بالدفاع عن النظامين السعودي والإماراتي.
ويرى محللون في تصريح دانفورد رسالة حمالة أوجه عبر تفاصيلها التي تعلن استمرار الحرب الاجرامية من خلال الاصرار على تموضع القوات الاميركية في اليمن ما يدل على خبث النيات تجاه الشعب اليمني، وعلى المعقل الآخر تنتهج سياسة الزج العلني بمصير النظامين السعودي والاماراتي في محرقة اليمن، ليؤكد دانفورد على سياسة أميركا حيال المنطقة بشكل عام مقرا بمحدودية خيارات واشنطن لاعتراض الهجمات على شركائها في المنطقة بعد انتهاء دورهم كأدوات فشلت في تنفيذ المخطط الاستعماري لواشنطن، ويرون ان العزاء الاميركي في خسارة المشاريع الاستعمارية هو ملء الخزائن الأميركية بأموال مشيخات الخليج ويعتبره المحللون سببا اضافيا للشك بكل التصريحات التي تبثها واشنطن عبر دانفورد وادعاءات وقف الحرب العدوانية لان الكفيل الوحيد والضابط لسياستها هو اشباع الشبق الاميركي لأموال الخليج.
بالسياق ذاته يعتبر البعض من متزعمي تحالف العدوان أن صدور التصريح من دانفورد يعني أنه يعبر عن توجه رسمي لدى القوات الأميركية وسوف يكون له بكل تأكيد صداه لدى حلفاء ارهابها في منطقة الخليج ومن الطبيعي أن ينتاب مملكة الارهاب السعودي القلق على المستقبل القاتم الذي ينتظرها لان تصريحات رئيس الأركان الأميركي في هذا التوقيت تظهر نقاط الضعف للنظام السعودي في اليمن خصوصا أنها تنطوي على رسالة ضمنية إلى مشيخات الخليج بأنه في أي مفاوضات مقبلة لن يحصلوا على أكثر مما حصلوا عليه.
في مقابل ذلك تشير مواقف دانفورد إلى اعتراف أميركي ضمني بقوة اليمن وإقرار بانقلاب الموازين لمصلحة صنعاء التي أصبحت أمام مسار جديد وتؤكد صمود الشعب اليمني وهي تعني أيضا أن الخيارات والرهانات المفاجئة التي طالما توعد بها تحالف العدوان بها باتت من الماضي ليثبت مجددا أن القيادة السياسية اليمنية تتقن إدارة المواجهة مع النظام السعودي وتعتمد التدرج في رفع مستوى الخيارات وفق رؤية شاملة للوضع اليمني.
وتأتي المواقف الأميركية المستجدة في وقت يعكف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تجميع أوراقه لانتخابات عام 2020 والتي ستبدأ حملاتها الانتخابية الرسمية الشهر المقبل.
وفي هذا السياق أيضا يندرج التنبه إلى الحرب المنسية على اليمن لعل ترامب يستطيع أن يقدم بذلك إنجازا انتخابيا إلى جمهوره أو على الأقل يسحب الورقة الإنسانية لاصلاح ما تسبب به من مأساة في اليمن ولاسيما ان هذه الورقة أشهرت ضده من قبل أعضاء الكونغرس في الحزبين الديمقراطي والجمهوري علما بأن الحرب العدوانية على اليمن دخلت بقوة في البازار السياسي الداخلي الأميركي.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 10-9-2019
رقم العدد : 17071