لن تتعدى تبادل الاتهامات!

 

 

 

لأول وهلة يظن المتابع أن النار التي أشعلها النظام التركي، بأمر وتعليمات الإدارة الأميركية تقترب من الطرفين، وذلك بعد تبادل أولئك الاتهامات عن تعطيل ما يسمى اتفاق المنطقة الآمنة، لأن كتلة من المصالح تجمعهما، وسوف تفرقهما بذات الوقت عند اقتسام (الغنائم)، ولأن لا أمن ولا أمان يشغل بال الجانبين، سوف تكون الرؤية خاطئة، حيث كل ما يهمهما اقتناص المزيد من المكاسب والفرص من ظهر الأزمة التي افتعلوها في سورية، وخاصة أن حربهما العدوانية باتت في خواتيمها، و(الشاطر) منهما من يستطيع السطو والسرقة أكثر.
في الحقيقة ليس هناك أي خلافات بين تركيا وأميركا، لكون ما يحصل الجدل عليه، هو أراضي الغير، وبالتالي مهما احتد النقاش بينهما، فلن يتعدى التصريحات والتهديد الكلامي، لأنهما متفقتان على تقسيم سورية وإطالة أمد البقاء فيها، لإرضاء كل جانب منهما للتنظيم والعصابة التي يحميها ويدير شؤونها ويشد من أزرها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق السوريين، ونهب ما تبقى من خيراتهم، حتى أنه لا شك في بعض المواقع أن يكون الطرفان اتفقا على صيغتين واحدة سرية لتحقيق مآربهما، والثانية علنية كي تتماشى مع ردود الرأي العام وملاحظاته وتحفظاته.
إرهابيو (قسد) الذين تتذرع تركيا الدخول والتدخل لمحاربتهم، تدعمهم الولايات المتحدة بقوة، وأولئك حلفاء للكيان الصهيوني الذي تدعمه أيضاً واشنطن، والأخير على علاقات متينة مع تركيا، ما يؤكد أن الأطراف التي تحارب سورية وتريد النيل منها، هي في ظاهر الأمر فقط تختلف عن بعضها، لكنها تسعى في النتيجة لهدف واحد وهو تطويق البلاد، ثم السيطرة أولاً بأول على ما تبقى من دول المنطقة وتأسيس قواعد فيها، تكون منطلقاً لأعمالهم القذرة ومؤامراتهم العدوانية.
إذاً لا أميركا تريد تعطيل ما يسمى بالمنطقة الآمنة، ولا تركيا سوف تخرج عن طاعة مشغلها الأميركي، ولو كان الهدف منها مصلحة اللاجئين والمهجرين، كما يدّعون، وهذا مستبعد تماماً، لنسق أولئك أولاً مع سورية، ولاسيما أن الحديث عن لاجئين منها وإليها، وأراض تخصها، وما يجري يعنيها بالتأكيد قبل غيرها، وبالتالي أي تنسيق دونها غير شرعي وغير مقبول، بل ويثير آلاف التساؤلات، ويدل على النية العدوانية للولايات المتحدة وتركيا، في الوقت الذي لا يحتاج عداؤهما إلى أي قرينة، والوفد الأميركي الذي سيزور المنطقة لتنسيق المؤامرة أكبر شاهد على ذلك.

 

حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 12-9-2019
رقم العدد : 17073

 

آخر الأخبار
تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية