يقول باتريك وينتور إن بريطانية تسيرعلى خطا ترامب وإن رئيس الحكومة البريطانية الجديد هو نسخة طبق الأصل عن ترامب بريطانيا الجديد ولطالما بقيت بريطانية تسير على النهج الأميركي وتسقط علاقاتها الدولية الواحدة تلو الأخرى سواء الأوربية أم الدولية، ويتساءل وينتور إلى متى ستبقى بريطانية هكذا؟ حتى أنه لم يتم إحراز أي تقدم في قضايا الأشخاص ذوي الجنسية المزدوجة بين بريطانية وإيران، لكن قائمة الإخفاقات البريطانية تجاه إيران تبدو طويلة وطويلة جداً، حيث يمثل استدعاء السفير الإيراني في وزارة الخارجية البريطانية بشأن وجهة ناقلة نفط إيرانية أمراً في غاية الرعونة، فمرحلة العلاقة بين بريطانية وإيران تدخل في مرحلة حساسة وخطيرة، والتي تترك العلاقة عالقة في مجال محبط.
فمن المنظور البريطاني، الذي أوضحه أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن أعضاءً من الحكومة البريطانية والذين كانوا يرغبون في بناء علاقة جديدة مع إيران في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015 يشعرون بخيبة أمل شديدة حالياً من توتر الأمر بين البلدين، حتى أنه لم يكن هناك أي تقدم في القضايا القنصلية البارزة مثل قضية نازانين زاجاري-راتكليف، التي تم اعتقالها بتهمة التجسس في عام 2016، كما تم القبض على كميل أحمدي، عالم أنثروبولوجيا إيراني – بريطاني، قُبض عليه في 11 أغسطس/ آب لتهم غير معروفة ولأسباب ملفقة أيضاً من قبل بريطانية.
وبالمثل هناك محاولة يائسة في وزارة الخارجية البريطانية من أجل اتهام إيران بين الحين والآخر، وقد أدت الصلاحيات الممنوحة للمسؤولين البريطانيين وإطلاق العنان لهم من أجل التحريض على إيران في مناسبات عديدة، إذ أنه تم الاستيلاء منذ فترة بسيطة على سفينة إيرانية بحجة سفرها إلى سورية، وهو الأمر الذي ثبت عدم صحته لاحقاً، فلم تسافر السفينة إلى سورية أصلاً لتفريغ نفطها.
ويقول دبلوماسيون بريطانيون إن هذه التأكيدات على عدم توجه السفينة إلى سورية قدمت في مذكرة كتابية، وكذلك شفهياً وشخصياً من قبل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وكانت طبعا هي الحقيقة، وربما لم يكن التحفظ الأصلي على السفينة جزءاً بعيداً عن الدبلوماسية البريطانية المرتبطة أصلاً بالسياسة الأميركية تجاه إيران، وعكس إلى حد كبير الضغط الأميركي الخاص للقيام بذلك، ولكنه لاحقاً تم التفاوض على إطلاق السفينة من قبل البريطانيين في غضون خمسة أسابيع. وقد سخر جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي المقال من منصبه من الحكومة البريطانية لاطلاقها سراح السفينة، ويقول المدافعون البريطانيون عن الحوار، مثل بيرت، إن الحوار ممكن أن يكون بنّاءً مع طهران، ومن المنظور الإيراني فإن قائمة الإخفاقات البريطانية طويلة على حد سواء، غريس 1، السفينة الإيرانية، والتي لم يكن يجب حجزها أبداً لأن إيران ليست ملزمة باتباع نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقبل كل شيء، يتحدث الأوروبيون، بما في ذلك بريطانيا، عن الحاجة الماسة إلى وجود سيادة أوروبية مستقلة عن الولايات المتحدة الأميركية، لكنهم يواجهون إدارة أميركية متشددة تفرض عقوبات على أي شخص يتعاون اقتصادياً مع إيران، وقد أثبت الاتحاد الأوروبي أنه عاجز على الوقوف بوجه الولايات المتحدة، والسؤال الأكبر هو ما إذا كان رحيل بولتون سيؤدي كما هو مأمول عن انفتاح في طريق مسدود من العلاقات المعقدة بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة .
وتحدث بيرت أمام لجنة العلاقات الدولية بمجلس اللوردات في الأسبوع الماضي حيث أشار إلى أنه إذا قرر ترامب عدم خوض الحرب مع إيران، كما بدا عندما لم يرد على إسقاط طائرة أميركية بدون طيار، فإن هذه هي الخطوة المنطقية التي يجب أن يعقبها الحديث مع طهران، ويحاول إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، تهيئة الظروف التفصيلية لذلك، وقالت الإدارة الأميركية مرة أخرى إن ترامب مستعد لعقد قمة مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكن هذه القمم الأميركية كما يقول وينتور لم تفعل أي شئ لإيران لأنه يجب أولاً إزالة الحطام الأرضي، ويجب معالجة قضايا مثل السفن المحتجزة والوعود المكسورة من قبل الولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي لا توجد علامة على حدوث ذلك، إذا كان هناك أي شيء، فإن كثرة الخلافات أصبحت أكثر كثافة، هذا و تحث إيران الولايات المتحدة على (أن تضع منفذي الحرب جانباً) بعد إقالة بولتون، و يبدو أن الرئيس الإيراني حسن روحاني متفائل بإقالة مستشار الأمن القومي خلال ترأسه لاجتماع لمجلس الوزراء في طهران.
دعا حسن روحاني الولايات المتحدة إلى التخلي عن سياسة الضغط القصوى على إيران، وحث الرئيس الإيراني الولايات المتحدة على (تجنيب دعاة الحرب جانباً) بعد إقالة جون بولتون مستشار الأمن القومي، مع استمرار التوتر في الخليج. وتصريحات حسن روحاني تشير إلى الموافقة على قرار دونالد ترامب بإقالة بولتون، الذي كان متشدداً بشأن إيران والتحديات العالمية الأخرى، ونقل موقع روحاني على شبكة الإنترنت أنه يحث واشنطن على (التخلي عن إشاعة الحروب وسياسة الضغط القصوى) على إيران، وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن إقالة بولتون يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أقل عدواة تجاه طهران، ولكن يبقى السؤال المطروح كيف ستؤثر إقالة جون بولتون على السياسة الخارجية للولايات المتحدة؟ ربيعي وصف بولتون بأنه (رمز للسياسات الأميركية المتشددة والعدائية تجاه إيران)، وكان بولتون ينتقد أي محادثات محتملة بين ترامب وإيران وأقنع الرئيس الأميركي على إبقاء الولايات المتحدة لقواتها في شمال شرقي سورية.
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074