ثورة اون لاين: منذ بداية الأحداث في سورية لعبت الحكومة التركية ممثلة برئيس وزرائها رجب طيب أردو غان ووزير خارجيته احمد داوود أوغلو دورا سلبيا في مساراتها ووقفت ودعمت المعارضة المسلحة وتبنت وجهة نظرها وعملت على تسويقها سياسيا وإعلاميا اضافة الى توفيرها ألبيئة الاستراتيجية الحاضنة للإرهاب المنظم الذي واجهته سورية جيشا وشعبا ومؤسسات ، هذا الموقف السلبي جعل من الحكومة التركية شريكا في القتل والدمار الذي شهدته الجغرافيا السورية وهو ما لا ينسجم مع مصالح الشعبين السوري والتركي والمستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين خلال السنوات التسع الماضية وما أحدثه ذلك من تحول مهم في مسار العلاقات العربية التركية التي كانت ذات طابع سلبي ولمدة تزيد على قرن من الزمن .
لقد حرصت القيادة السورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الاسد على التمييز بين موقف الحكومة التركية السلبي من الازمة السورية وبين مواقف الشعب التركي وبعض القوى السياسية الإيجابي منها إدراكا منا بأن لا مصلحة للشعب التركي في هكذا سياسات لا عقلانية واحادية الرؤية وانما ثمة مصلحة شخصية ضيقة تتعلق برئيس الوزراء وانتمائه الأيديولوجي الإخواني وسعيه لتحقيق أحلام وأوهام تعشيش في مخيلته السياسية وجد في الازمة السورية منصة انطلاق لتحقيقها دونما اي اعتبار لمصلحة الشعبين السوري والتركي الذين تربطهما أواصر الجغرافيا والتاريخ والثقافة والدين .
لقد اكد السيد الرئيس بشار الاسد في كل الحوارات واللقاءات التي خص بهاوسائل الاعلام التركية على الدور السلبي للحكومة التركية في مسارات الازمة التركية وانعكاس ذلك على مصالح الشعب التركي اضافة للدور السلبي الذي يطلع به أردو كان في المنطقة وارتباطه الكامل بالمشروع الامريكي وخدمته للكيان الصهيوني وهو ما يتناقض تماماً مع مواقف الشعب التركي وطبيعة انتمائه وارتباطه المصيري بشعوب المنطقة وانعكاس ذلك على الأمن القومي لتركيا سيما وان المنطقة بشكل عام تشكل بيئة استراتيجية ومنظومة أمنية واحدة ما يجعل من اية تداعيات او نزاعات في اي بلد من بلدانها ينتقل بشكل تلقائي الى باقي بلدانها وشعوبها بحكم التكوين المتشابه لبنيتها الاجتماعية والثقافية والروحية .
ان عقلنة السلوك السياسي ووضع الاعتبارات العامة والمصالح العليا لأبناء شعوب المنطقة وتقديمها على المصالح والطموحات الشخصية والأوهام الفردية ومصالح القوى الكبرى اصبحت مسألة في غاية الأهمية والوضوح ولم يبق من الوقت ما يكفي للسكوت على مثل هكذا سياسات حمقاء من هنا تأتي اهمية دور وسائل الاعلام والقوى المجتمعية الحية في دول المنطقة وخاصة تلك المنخرطة منها في الازمة السورية في تهيئة الرأي العام ليقوم بدوره في وضع حد لهكذا سياسات لا تخدم مصالح شعوب المنطقة ومستقبلها في الأمن والاستقرار والازدهار لتعود العلاقات بين دول المنطقة الى سابق عهدها وتنطلق نحو آفاق واسعة وو اعدة تدفع بها قدما الى الإمام .
د. خلف المفتاح