الإبراهيمي وجردة حساب متأخرة….

ثورة أون لاين-بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: لم يتأخر الإبراهيمي فقط في تسريب الحديث عن استقالته ، بل أيضاً في جردة الحساب التي يريد أن يقدمها، لأن كل ما سيرد فيها حتى اعترافاته بتحميل الجامعة العربية مسؤولية الخراب الحاصل في سورية قد تأخر فيه أيضاً، هذا إذا ما صدقت التسريبات التي كانت المجال الوحيد الذي أجاده طوال مهمته.

ولم يتأخر في إحاطة مجلس الأمن بما آلت إليه هذه المهمة بعد خطوات الجامعة العربية الأخيرة فحسب، بل في صمته طوال الفترة الماضية، وفي سكوته عن الانحرافات التي ذهبت إليها مهمته عن قصد كان أم من دونه، عن حسن نية أم بسوء متعمد، وفي قبوله لمشيئة الغرب وأتباعه وإملاءات أدواته، والرضوخ لابتزازاتهم المالية والسياسية سواء كان قد استجدّ ذلك بعد تكليفه بالمهمة، أم كان بمقتضى ما هو متفق عليه مسبقاً!!‏

قد لا يكون مفاجئاً للكثيرين أن يعلن الإبراهيمي ما لم يعلنه من قبل، وأن يسمي ما عجز عن النطق به، لأن ما أفرده وما يفرده سواء جاء بالتسريب أم مباشرة ودون مواربة، سيكون كعادة الكثيرين من المسؤولين الأمميين في الوقت بعد الضائع، وفي لحظة لا تنفع فيها الاعترافات ولا تقدم التحذيرات ولا تجدي النصائح.‏

الأمر ينطبق على سائر خطواته القادمة، حيث لن يتفاجأ أحد إذا ما أقر الإبراهيمي بأنه كان يعرف أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم القاعدة حتى قبل أن تعلن هي عن ذلك، ولن نستغرب إذا ما قال إن كل التنظيمات المسلحة تتلاقى في الهدف مثلما تتوحّد في مصدر التمويل والتسليح، وإن المسلحين جميعهم دون استثناء كانوا أداة تخريب استخدمتها الدول الغربية وتمولهم مشيخات الخليج، وإن الجامعة العربية مصادرة من قبل مشيخات الخليج، وإنها فاقدة لكل مصداقية وانتهكت ميثاقها جملة وتفصيلاً.‏

ولن يكون بمقدور الإبراهيمي أن يعوّض ما أهدره حتى لو حاول في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، أن يضع النقاط على الحروف وأن يسمي الأشياء بمسمياتها، وهو في كل الأحوال لن يزعج الغرب ولا مشيخات الخليج، ولا تركيا بعثمانييها الجدد إذا ما فضح ما مارسوه عليه في الغرف المغلقة، ولا إذا ما أقدم على سرد كل ما جاءه من أوامر عمليات بالظرف المختوم أو بالرصيد المعلوم، لأنه أدى ما كان مطلوباً منه، ونفذ ما احتاجت إليه تلك الأطراف والقوى عبر مهمته.‏

ما هو مؤكد أن السوريين لم ينتظروا الإبراهيمي أن يقول ما لا يعرفونه، ولا أن يفصح عمّا لا يدركونه، ولا ينتظرون أيضاً أن يضيف في اعترافاته إلى معلومات مجلس الأمن ما هو غير موجود لدى أعضائه، فقد سبق للمذكرات التي قدمتها سورية لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن تضمنت كل ما يمكن أن يقدمه وكل ما يمكن أن يتحدث به، وبإمكانهم أن يقارنوا وأن يجروا حدود المطابقة والتقاطع.‏

وما هو مؤكد أيضاً أن السوريين منذ أشهر كانوا قد أعلنوا موقفهم مما أقدم عليه الإبراهيمي وحذّروا مما يمكن أن يقود إليه لاحقاً، وأنه بعد أن تاه في حسابات الآخرين ودخل في بازار معادلاتهم ومخططاتهم قد خرج عن نص مهمته وارتضى أن يكون طرفاً وشاهد زور فاختار الموقع الخطأ والمكان الخطأ، واعترافاته لن تقدّم جديداً.‏

لم يكن السوريون يريدون له هذا الموقف، ولم يرغبوا منذ البداية أن يصل إلى ما وصل إليه، وقد قدموا قولاً وفعلاً كل ما يمكن أن يساعده على مواصلة مهمته وكل ما يسهل عليه وما يحتاجه، وشرحوا له وأسهبوا في الشرح، لكنه غاص في مستنقع لم نكن نرغب أن يغرق فيه، ويُغرق معه سجلاً طويلاً من العمل الدبلوماسي، وأن يصل إلى استنتاجاته المريرة التي تزيد وجع السوريين لأنها انتكاسة عربية بأيد عربية أولغت في الدم السوري، والاعتراف لن يخفف من مرارتها، ولا من معاناة السوريين مما اقترفه العرب بحقهم!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين