أن تقرر الجامعة إغلاق فرع أو إيقاف التسجيل باختصاصات معينة أو أي قرار آخر فذلك من حقها وهي الأكثر حرصاً واطلاعاً ومعرفة بواقع الحال، أما أن يلحق الضرر بمئات الطلاب نتيجة هذا القرار أو الإجراء ولا علاقة لهم بما حدث فإن ذلك يتطلب فعلاً الاستجابة لما طلبه منا عدد كبير منهم بأن نرفع الصوت لعل وعسى يصل من يرفع الظلم عنهم وينصفهم.
الموضوع يتعلق بتداعيات إغلاق برنامج هندسة استصلاح الأراضي بجامعة البعث التعليم المفتوح ونتناوله اليوم لأن معظم المتضررين من الطلبة هم من أبناء محافظات الحسكة والرقة ودير الزور ولا سيما الطلبة الذين كانوا في خدمة العلم ولم يستفيدوا من فرص التمديد وهذا ما تؤكده مصادر عديدة سواء من الجامعة أم اتحاد الطلبة بأن أغلب الطلاب الذين لم يستفيدوا من فرصة التمديد هم من العسكريين وغيرهم ممن منعتهم ظروف السفر، بالأخص طلاب المحافظات الشرقية، وهناك معطيات ووقائع كثيرة تؤكد الظلم الذي تعرض له الطلبة من خلال إيقاف البرنامج وخاصة للسنتين الرابعة والخامسة وذهاب قسم منهم للخدمة الإلزامية والاحتياطية وانقطاع الطرقات التي حالت دون وصولهم إلى حمص مكان الكلية لتقديم الامتحانات فلم يستفيدوا من أي فرصة، لذلك ثمة شعور وشبه إجماع حتى من كوادر إدارية وتدريسية في الجامعة بأن هؤلاء الطلاب ظلموا ولا بد من مساعدتهم بأي شكل من الأشكال لأن السبب هو الظروف الصعبة التي نتجت عن الحرب العدوانية على سورية حيث كانت طريقة التنقل بين المحافظات صعبة والأمر الآخر هو أن هذا الاختصاص بالذات كان موجهاً للمناطق الصحراوية أو شبه الجافة وكانت الأغلبية العظمى المسجلة فيه من طلبة المنطقة الشرقية في الجزيرة والفرات بسبب الحاجة لهذا الاختصاص لكن الظروف الصعبة حالت دون تحقيق ذلك للعديد من الطلبة لأن قسماً كبيراً منهم ذهب إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية.
واليوم بعد أن تعافى الوطن وأصبحت الظروف تسمح بعود الطلبة ومتابعة دراستهم في هذا الاختصاص هل هناك من يرفع الظلم عنهم ويتيح لهم المتابعة واستكمال الدراسة وصولاً إلى التخرج بدلاً من إلزامهم بالذهاب إلى المعاهد أو البقاء خارج أسوار الجامعات نهائياً.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 1- 10-2019
رقم العدد : 17087