لا انفصال.. ولا احتلال

 يبدو أن البعض من الأكراد «قسد» استمرؤوا خداع أنفسهم منذ بداية تاريخهم الذي لم يتعلموا منه سوى الاستهجان والخذلان والخسارة رغم كل ما مر بهم من مآسٍ وخداعٍ من القوى التي كانت تعدهم بالدعم للحصول على دولتهم سواء في العراق أم سورية أم تركيا، إضافة لإيران وأرمينيا.
ومنذ العام 1920 أي بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية بدأ الحلم الكردي مدعوماً بوعود الغرب حيث حاول الأكراد في المنطقة اقامة دويلات عدة على مدى قرن فالعقدة الكردية أو الحلم في إقامة الكيان مهما كان شكله، وهذا ما يدركه الغرب وخصوصاً أميركا ولذا عمدت إلى دغدغة مشاعرهم في إقامة حكم ذاتي شمالي شرقي سورية رغم أنه يفتقد إلى أبسط مكونات الدولة أو الإقليم، وشكلت لهم ميليشيات تحت مسمى (قوات سورية الديمقراطية – قسد).
إن هذه التجارب لم تكن خافية على القيادة السورية التي تقرأ التاريخ جيداً وتبني عليه وتعرف ماذا تريد ومهما قيل في العدوان التركي الأخير فسورية ما زالت تعتبر الأكراد من مواطنيها رغم كل ما فعله البعض، ولطالما حذَرتهم من الانجرار وراء الأحلام والأوهام والاعتماد على قوى العدوان الكوني ونصحتهم بالعودة إلى حضن الوطن فهو أولى بهم.
إلى أن وقعوا في فخ الأتراك الذين ما زالوا يطمحون بعد هزيمة إرهابييهم وعملائهم إلى دور في سورية وهي ترى أن الحرب قاربت على الانتهاء وتحقق الانتصار السوري الذي قلب كل الموازين وأجهض كل الأهداف.
لقد نفذ مجرم الحرب أردوغان تهديداته وبدأ عدوانه في الشمال السوري وهي التي كانت اللاعب الأول في الأزمة (الحرب) وتريد أن تكون اللاعب الأخير في إقامة المنطقة الآمنة المزعومة لتوطين نحو اللاجئين السوريين على حدودها في مساحة تعادل مساحة لبنان، ولهذا كان لا بد من المواجهة العسكرية الطاحنة بين تركيا والكرد الذين تخلت عنهم أميركا بجرة مزاج.
لكن ما فاته أن سورية أصبحت بعد انتصارها مؤيدة – بإرغام – من العالم الذي شن الحرب عليها ويريد الآن أن يحصل في مواقفه المنددة بالعدوان التركي لن تتركها تعبث في أرضها أو تقضم أي جزء منها، ولن تبقى متفرجة وهي التي دفعت الدم طوال تسع سنوات من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها وكل مكونات شعبها وهو ما نراه اليوم من تحرك أثلج الصدور للجيش العربي السوري باتجاه منبج والمناطق الواقعة شمال شرق الفرات.
وهذا ما توافق عليه بل وتدعمه إلى حد التدخل المتاح روسيا وإيران على الأقل، عدا مواقف مجلس الأمن والجامعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي التي قد يعّول عليها سياسياً إلا أن الأهداف معروفة، ونحن هنا نعيد التأكيد بأن هذا العالم ومن خلال منظوماته هو الذي سيعود إلى سورية وليس العكس.
لكل ذلك نرى أن العدوان (العملية العسكرية التركية) هي عملية مبتورة وعقيمة ولن تحقق أهدافها السياسية أو الميدانية.
وإن غداً لناظره قريب..

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 15-10-2019
الرقم: 17098

آخر الأخبار
وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة "أتمتة" السجلات العقارية.. هل تحمي الملكيات وتمنع الاحتيال؟ متري إلى دمشق.. علاقاتٌ تعود إلى مسارها الطبيعي بعد طيّ صفحة الأسد المخلوع نساء سوريات يصفن الرعب الذي تعرضن له في سجون الأسد المخلوع "مرور حمص" يبرر منع وصول السرافيس إلى المدينة الجامعية كيف نضمن اختيار المنظومة الشمسية ونتجنّب غش الدخلاء؟ هل نجحت سوريا في اقتصاد السوق الحر؟ بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير " متلازمة الناجي".. جرح خفي وعاطفة إنسانية عميقة خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء