رغم نجاحه بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية وضعته في صدارة المجموعة الأولى من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم (قطر ٢٠٢٢) ولكأس آسيا (الصين ٢٠٢٣)، إلا أن المعطيات والمؤشرات وما قدمه المنتخب في مبارياته الثلاث لا تعطي انطباعات إيجابية عما يمكن لرجال كرتنا فعله خلال مشوار التصفيات، حيث تؤكد الأرقام أن منتخبنا يعاني في الناحيتين الدفاعية والهجومية، كما أن أداء المنتخب لم يشهد أي تطور خلال مبارياته التي حقق الفوز فيها، بل على العكس شهدنا الكثير من الأخطاء المتكررة وغياب شبه تام لعنصر الانسجام.
مجموعة سهلة
قبل كل شيء لا بد من الحديث عن وجود منتخبنا في المجموعة الأولى التي وصفت بالأسهل من بين جميع المجموعات، حيث ضمته إلى جانب منتخبات الصين والفيلبين والمالديف وغوام،ولأن نظام التصفيات ينص على تأهل متصدري المجموعات الثماني في التصفيات، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني إلى نهائيات كأس آسيا والدور الثالث من التصفيات المونديالية بشكل مباشر، يبدو أن منتخبنا في طريق ممهدة نحو التأهل إلى تلك المرحلة من التصفيات المونديالية، على الأقل كأحد أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثاني في مجموعتها إن لم يتم التفوق على المنتخب الصيني وتصدر المجموعة، بعد تعثر هذا المنتخب في مباراته الأخيرة بالتعادل السلبي أمام مضيفه الفيلبيني، لتكون صدارة المجموعة من نصيب منتخبنا حالياً بعد الفوز على الفيلبين بخمسة أهداف لهدفين، ومن ثم الفوز على المالديف بهدفين لهدف، وبعد ذلك الفوز على غوام برباعية بيضاء، مقابل فوز الصين على المالديف بخمسة أهداف نظيفة، وعلى غوام بسباعية بيضاء، ومن ثم التعادل أمام الفيلبين بدون أهداف، لتكون صدارة المجموعة بناء على هذه النتائج من نصيب منتخبنا برصيد تسع نقاط بفارق نقطتين عن منتخب الصين صاحب النقاط السبع، وبصراحة فإن المنافسة في هذه المجموعة محصورة بين منتخبنا والمنتخب الصيني، فيما ستلعب المنتخبات الأخرى في المجموعة بحظوظ شبه معدومة للمنافسة على الصدارة والوصافة.
ولكن !
رغم الصدارة على مستوى النقاط، إلا أن الأرقام تقول بأن منتخبنا قد يفقد هذه الأسبقية عندما يواجه المنتخب الصيني يوم الرابع عشر من الشهر المقبل، وهذا الكلام لا نقوله أو نتبناه جزافاً وإنما وفقاً لما تقوله لغة الأرقام.
لغة الأرقام
منتخبنا لعب ثلاث مباريات في التصفيات سجل خلالها أحد عشر هدفاً بنسبة تزيد عن ثلاثة أهداف في كل مباراة، ولكن بما أنها جاءت أمام منتخبات الصف الثالث والرابع وحتى الصف الخامس في القارة الصفراء، فهي نسبة تسجيل عادية جداً و لا تدعو للتفاؤل، ذلك أن معظم الأهداف جاءت من مجهود فردي لنجم المنتخب الأول الكابتن عمر السومة، الذي سجل لوحده سبعة أهداف جاء معظمها من كرات ثابتة ومجهودات فردية وتسديدات بعيدة، ما يؤكد أن ثلثي القوة الهجومية لمنتخبنا متمثلة بلاعب واحد، وهذا يدفعنا للتساؤل عن الحال الذي سيكون عليه هجوم المنتخب أمام منافس قوي، يجيد مدافعوه تطبيق الرقابة الصارمة على السومة أو أي من نجوم المنتخب.
هذا فيما يتعلق بالشق الهجومي، أما ما يخص الجانب الدفاعي فالأرقام تؤكد وجود خلل دفاعي كبير، باعتبار أن منتخبنا تلقى ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات، ما يعني أن المنتخب يتلقى هدفا في كل مباراة وهذا غير مقبول، ولاسيما أن الأهداف جاءت من منتخبات متواضعة جدا كما هو حال منتخبي الفيلبين والمالديف.
مشاكل فنية
طبعا هذه الأرقام ذات المؤشرات السلبية لها أسباب ناتجة عن الأداء العقيم الذي قدمه المنتخب في جميع مبارياته، حيث افتقد المنتخب للجماعية في أدائه ولم نشهد أي جمل تكتيكية على مستوى الهجوم إلا في مناسبات نادرة، وتكفي الإشارة إلى أن أول جملة تكتيكية جماعية لمنتخبنا أمام منتخب غوام المتواضع فنيا كانت في الدقيقة ٦٥ من مباراة المنتخبين، بينما يمكن القول أن منتخبنا متهالك إلى حد بعيد على الصعيد الدفاعي، حيث يعيش خط دفاع المنتخب مشاكل على مستوى التغطية من العمق وعجز ظهيري الجنب فيه عن المساندة الهجومية بشكل مستمر، عدا عن وجود خلل كبير في مركز الارتكاز الدفاعي بخط وسطه، وجميع هذه المشاكل يتم تكرارها مباراة تلو الأخرى دون وجود علاج وحلول جذرية لها.
تصحيح الأخطاء
منتخبنا وكما ذكرنا سيواجه نظيره الصيني يوم الرابع عشر من الشهر المقبل، وحتى ذلك التاريخ سيكون الجهاز الفني تحت قيادة فجر إبراهيم مطالبا بتصحيح الأخطاء الكثيرة في جميع خطوط المنتخب، مع العمل على زيادة عامل الانسجام لأن هدف رجال كرتنا في هذه المباراة لا يجب أن يتمثل بعدم الخسارة وحسب، وإنما بالفوز على المنتخب الصيني لأن هذا الفوز إن تحقق سيعني ابتعاد منتخبنا عن منتخب الصين بفارق خمس نقاط، وبالتالي ضمان التأهل للدور الثالث من التصفيات المونديالية إلى حد بعيد، ولكن يبقى السؤال الأهم متعلقاً بقدرة الكادر الفني لمنتخبنا على تصحيح الأخطاء التي لم يستطع تخليص المنتخب منها، رغم مرور عشرة أشهر على وجوده في القيادة الفنية لنسور قاسيون.
شكرا للقدر !
وباختصار وبناء على ما تقوله لغة الأرقام التي لا تكذب، وبناء على المعطيات المتوفرة فإننا كعشاق ومتابعين للمنتخب ومعنا الكادر الفني لرجال كرتنا، مطالبون بشكر القدر مرتين، أولهما لأننا في مجموعة سهلة جداً يبدو تجاوزها مسألة وقت، و ثانيهما لأن تشكيلة المنتخب تضم مجموعة من النجوم أبرزهم عمر السومة الذي يحاول تغطية أخطاء الجهاز الفني عبر قدراته الفردية الفذة.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 17-10-2019
الرقم: 17100