المونة المنزلية.. بين ثقافة الأمس واليوم

 

 

على الرغم من أنها باتت تمثل عبئاً جسدياً ومادياً على كل منزل في ظل وضع معيشي صعب جراء ارتفاع الأسعار وعجز القدرة الشرائية لدى الأغلبية من العائلات السورية، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها ولو في حدودها الدنيا، فمونة الشتاء التي يتسارع الكل لإعدادها ببرنامج زمني محدد يجري العمل بها حسب وقت موسمها بات الحديث عنها اليوم استذكاراً لثقافة شعبية.
فالمونة لها أسرارها الواسعة حيث تبدأ مع بداية فصل الصيف بتموين أغذية يمكنها البقاء فترة طويلة للاستفادة منها في الشتاء كصنع أصناف من المربيات الحلوة والمخللات والمجففات والكشك والبقوليات وجميع أنواع الألبان والأجبان، وأنواع مختلفة من الشراب كالورد والتوت ..، وينتهي إعدادها في شهر تشرين الأول مع نهاية قطاف موسم الزيتون بتموين الزيت والزيتون.
تقول السيدة أم قصي وهي ربة منزل أن المونة (شغل البيت) حاجة أساسية لربات المنازل حيث يعتبر مذاق الأطعمة التي تصنع يدوياً من دون مواد حافظة أفضل من تلك التي تباع في المحال التجارية، كما أن تحضير المونة يعتبر مساعدة لرب الأسرة من ناحية تقليل المصاريف، كما يكون حفظ المواد ضرورة لاستخدامها على مدار السنة لأهداف اقتصادية وغذائية تتعلق بالأسرة
وتضيف: عائلتي تتكون من تسعة أفراد ومن تقاليدنا التي مازلنا نتمسك بها اجتماعنا أثناء تحضير المونة وتقاسم العمل بكل سعادة وفي نهاية المطاف يأخذ كل حصته من التصنيع الغذائي المنزلي.
أما الدكتورة أمل فتؤكد أن ثقافة الاستهلاك تغيرت فأغلب العاملات لا تملك الوقت لتصنع مونتها وتعتمد على من يصنعها لها، وفي ظل التطور وعصر السرعة أصبح هناك وسائل وأساليب جديدة لم تكن موجودة ساعدت في اختصار الوقت والجهد، كما أن تغير الظروف المناخية أدت إلى توافر معظم السلع على مدار العام دون انقطاع فلا داعي للمونة برأيي.
وتنوه غفران وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية إلى أنه وبكل ما تشكل المونة من وفر غذائي بالمقابل تشكل عبئاً اقتصادياً في هذه الأيام وخاصة لذوي الدخل المحدود، لدرجة بتنا نلجأ إلى الدين أو عمل جمعيات مالية أو حتى سحب قرض لنستطيع تموين ما يلزم فقط والذي لا يمكن الاستغناء عنه أو شراؤه فيما بعد بسعر أغلى كالثوم مثلاً .
وتضيف: اليوم لا يستطيع الأغلبية تموين المكدوس، الذي يكلف تموينه أكثر من راتب موظف، لدرجة أصبحنا كل شهر نشتري ما نشتهيه جاهزاً من المحال أي صنف نحتاجه بالحبة كالمكدوسة بـ200 ليرة أو كيلو زيت الزيتون بـ1800ليرة.

دمشق- وعد ديب
التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107

 

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق