المتطرفون على خطوط العدوان التركي الأمامية.. من «النصرة» إلى «داعش».. النظـام التركي متخم بدلائل دعمه للإرهـاب
لم تكن يوماً العلاقة الوطيدة التي تربط النظام التركي بالتنظيمات الارهابية مخفية، وان انكر داعم الارهاب التركي ذلك على منابر الادعاء الاممية، وادعى محاربة «داعش» ومن على شاكلته الارهابية عبر ذر غبار التعمية في العيون والتنصل من دعمه اللامحدود للارهابيين، فرئيس النظام التركي رجب اردوغان اول من امتطى سرج «داعش» الارهابي ليبيح لنفسه توسعا احتلالياً وعدوانا سافرا على الاراضي السورية وذلك منذ بداية الحرب الارهابية التي اجج نارها مرارا النظام التركي ليستثمر بإرهابها ويتصيد في ماء الارهاب الآسن، ومن اجل غاياته الاقتطاعية الدنيئة من الجغرافيا السورية هذه مد الجسور من تركيا الى الاراضي السورية لعبور كل شذاذ الافاق الارهابيين وفتح لهم معسكرات تدريب وتأهيل على الاراضي التركية عدا عن انشاء مستشفيات لعلاج ارهابيي «داعش» الجرحى، الامر المثبت بالادلة والبراهين وفضحته الكثير من وسائل الاعلام الغربية، ورغم كل ما كشف خلال السنوات الأخيرة عن الدعم التركي للتنظيم الارهابي، ومحاولة تركيا إخفاء تلك الحقائق بشتى الوسائل، تحسم المشاهد هذا الفعل الاجرامي وتذهب به الى أماكن لم يعد لأحد القدرة على تغيير حقيقتها لا من الداخل التركي ولا من خارجه.
مسؤولية انقرة عن ارهابيي «داعش» المسجونين والتي سلمت لها بأوامر اميركية، دفعت الاخواني اردوغان لجعلها ورقة ابتزاز جديدة للدول الاوروبية بعد أن أشهر ولوقت طويل ورقة اللاجئين في وجههم للحصول على دعم اوروبي لمخططاته العدوانية.
وقد هدد النظام التركي على لسان وزير خارجيته بإعادة سجناء التنظيم الارهابي إلى بلدانهم الأصلية في الدول الأوروبية، بعد أن انتقد ما اسماه سحب دول أوروبية الجنسية من مواطنيها الارهابيين، مدعيا ان تركيا ليست فندقا للدواعش الاوروبيين على الرغم من ان النظام التركي هو من فتح حدود بلاده لكل هؤلاء الارهابيين واشرف على تدريبهم في معسكرات تركية ليعيثوا اجراما في الاراضي السورية لكنه اليوم يناور بورقتهم لابتزاز الدول الاوروبية لتحصيل مكتسبات معينة.
وقبل يومين أعلنت مصادر محلية في ريف إدلب أن ما يقارب 160 إرهابياً يتبعون لفصيل ما يسمى «أنصار التوحيد» الموالي لتنظيم «داعش» الإرهابي انتقلوا، قبل بضعة ايام، من منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي باتجاه الحدود التركية، ومنها إلى منطقة رأس العين بريف الحسكة، للمشاركة بالأعمال العدوانية إلى جانب جيش الاحتلال التركي والفصائل الارهابية الموالية له في المعارك الدائرة هناك.
هذه المشاهد تضيف للحقيقة تلك تأكيداً آخر على ذلك التعاون الوثيق بين انقرة وتنظيم «داعش»، في حين يضيف الى سجل دعمها للإرهاب سطورا عديدة، وويوضح انغماسها الكامل بدعم الارهاب من «جبهة النصرة» في إدلب الى «داعش» في الجزيرة.
تقارير اعلامية اشارت إلى أن العامين الماضيين شهدا صدور تحقيقات وتقارير دولية عدة، قدمت مئات الشواهد على روابط بين «داعش» وأنقرة.
فما حدث في بلدة الباغوز، آخر معاقل تنظيم «داعش» الارهابي في الجزيرة السورية حيث تم القاء القبض على الكثير من إرهابيي التنظيم الارهابي، الذي كان بعضهم يحمل جوازات سفر تركية، عليها أختام أنقرة. البحث في العلاقة المشبوهة بين «داعش» الارهابي وتركيا يكشف النقاب كذلك عن سرقة النفط السوري التي تمت بينهما سرا، عبر عمليات تهريب خدمت مصالح الطرفين على حد سواء؛ فأنقرة تمول التنظيم الإرهابي لتدمير المنطقة من جهة، وخزائن النظام التركي تمتلئ بالأموال من جهة أخرى.
التقارير الاعلامية لم تكشف العلاقات المؤكدة بين النظام التركي و»داعش» الارهابي فقط وإنما ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ تحدثت عن احتفاظ «داعش» بتمثيل داخل تركيا، يساعد التنظيم الارهابي على الاستمرار في استقبال الارهابيين الأجانب، ويسهل مرورهم إلى المناطق الحدودية مع سورية.
ومن المعروف أن كل الارهابيين الذين عبروا الى سورية سواء من «داعش» او من تفريخاته الارهابية في غالبيتها الساحقة دخلت عبر الحدود التركية وبتسهيل من الاستخبارات التركية. لم يتوقف الامر عند ذلك فقد أسس النظام الاخواني في تركيا مراكز التدريب لإرهابيي «داعش» على الاراضي التركية وقام بترتيب كل مستلزمات استقبالهم واقامتهم ومن ثم ترحيلهم الى سورية.
وفي فترات متلاحقة صدرت عدة شهادات من قبل ضباط وعناصر تابعة للجيش التركي ممن انشقوا عن نظام اردوغان على خلفية عمليات الاعتقال الكبيرة التي قام بها اردوغان لمعارضي حكمه الاستبدادي، وتلك الشهادات اقرت بدعم اردوغان المطلق لتنظيم «داعش» الارهابي، إضافة إلى إقدام بعضهم على نشر عدة تسجيلات صوتية ورسائل مكتوبة بيد رئيس النظام التركي أردوغان تؤكد أنه الراعي الاساسي للارهابيين في منطقتنا والممول لـتنظيم «داعش» الارهابي.
وكان القائد السابق لحامية ديار بكر العقيد أحمت قهوتشي قد صرح سابقا انه قبل بدء الازمة في سورية تم تدريب إرهابيي «داعش» في قواعد عسكرية سرية للجيش التركي على مقربة من الحدود العراقية والسورية وأن أردوغان قام بزيارة تلك القواعد والإطلاع على تجهيزات الإرهابيين أكثر من مرة.
وكشف قهوتشي أن تدريب ارهابيي «داعش» كان عن طريق مدربين أميركيين من شركة بلاك ووتر التابعة لوزارة الحرب الاميركية وذلك بعقد تم توقيعه مع مملكة الارهاب السعودية، اضافة الى ان تركيا وبأوامر أميركية باتت مسؤولة عن المتزعمين الدواعش واسرى التنظيم الارهابي الذين هربتهم اميركا من سورية عبر مروحياتها، وجاء ذلك من خلال الإشارة إلى أن قرار تسليم أسرى «داعش» لتركيا الذي جاء بعد رفض فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى استلام مواطنيها من ارهابيي التنظيم.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113