يجب البدء في علاج الأسنان اللبنية المنخورة في أسرع وقت ممكن، نظراً لأهميتها البالغة، التي تنبع من أهمية الفترة التي تُستخدم فيها هذه الأسنان، والتي تمتد من الشهر السادس من عمر الطفل، حتى السنة الثانية عشرة.. فهذه الفترة تُعدّ أهم مرحلة على الإطلاق من مراحل البناء الفسيولوجي لجسم الإنسان وتطور ونمو أعضائه.
إذاً الأسنان المؤقتة تؤدي وظيفة المضغ في وقت يكون الفرد في حاجة ماسة إلى التغذية الجيدة.
وعلى صعيد آخر، فإن الحفاظ على الأسنان المؤقتة في حالة سليمة يؤدي إلى نمو طبيعي للفكين، وانسجام في عمل العضلات الماضغة، في حين أن تلف الأسنان المؤقتة أو فقدانها في وقت مبكر يتسبب في ضيق أو ضياع المسافة المخصصة للأسنان الدائمة، بسبب ميل الأسنان المجاورة نحو الفراغ الناجم عن القلع وهذا يؤدي إلى بزوغ الأسنان الدائمة في وضع غير سليم، أو تأخر بزوغ الأسنان الدائمة بسبب قوة النسيج اللثوي المرافق، في بعض الأحيان قد يحدث تكلس عظمي يمنع السن من البزوغ.
وأحياناً يؤدي تشوه الأسنان اللبنية، أو فقدها بسبب النخر إلى ظهور مشكلات جمالية، أو فقدان القدرة على نطق بعض الحروف بشكل سليم، ما يكون له أثر كبير في الصحة النفسية للطفل، بسبب ما يتعرض له من سخرية من أقرانه، قد تدفعه نحو الانعزال والانطواء.
لذا يجب سرعة علاج نخر الأسنان اللبنية، وتنبيه أهل الطفل إلى أهمية أسنانه، وضرورة حمايتها من التلف بتطبيق الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة الفم والأسنان، وذلك بتفريش الأسنان بشكل منتظم ثلاث مرات يومياً، وعدم الإفراط في تناول السكريات، واستخدام المضامض الفموية التي تحتوي على مادة الفلور، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
د. محمد منير أبو شعر
التاريخ: الجمعة 22-11-2019
الرقم: 17129