الاصطياد في الماء العكر!

 

تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للاصطياد في الماء العكر على نحو المفضوح والمستهدف وتداعب أهواءها بأخطاء من هذه الجهة أو تلك قد يكون ارتكاب بعضها متعمدا أو ناجم عن قصور في العمل .
أحد الصحفيين الأجانب الذين كنا نلتقي بهم أيام جلسات الحوار «السوري –السوري» في جنيف اتصل معي غير مصدق أن الحكومة السورية قادرة على زيادة رواتب العاملين في الدولة.. واستطال في كلامه ليقول: من أين توفر حكومتكم المال؟ ومن يقدم لها المال بسخاء حتى تستطيع زيادة رواتب الموظفين والعاملين في بلدكم؟!!
للوهلة الأولى استغربت من استفساراته ولكن سرعان ما بررت له طرح هذه الأسئلة بالنظر إلى الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية وطول هذه الحرب وتعمد استهداف أدواتها لكل مقومات الإنتاج والحياة في بلدنا بدءا من البنية التحتية للخدمات والطاقة والموارد الطبيعية والزراعة و انتهاء بالعقوبات الاقتصادية الجائرة على الشعب السوري.
كان الصحفي الأجنبي ينتظر مني معلومة تعزز شكوكه ولكن لفه الصمت عندما قلت له إن سورية بعد تسع سنوات من الحرب الكونية عليها تستعيد عافيتها وتحقق الانتصار تلو الانتصار على جميع الجبهات، ولديها أصدقاء وحلفاء يعتمد عليهم خلافا لما كنتم تروجون في وسائل إعلامكم الغربية، وهذا كاف لتعرف مدى قوة سورية وصحة تحالفاتها وقدرة شعبها على اجتراح الحلول والصمود.
إن الكثير من السوريين وعمال الوطن الذين فوجئوا بمبلغ الزيادة في هذه الظروف العصيبة التي تشتد فيها الحرب الاقتصادية والناعمة على سورية، وأعربوا عن تقديرهم الكبير لصاحب القرار هالهم الاصطياد في الماء العكر على صفحات التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن الاقتطاع الضريبي وما سيأخذه الموظف من الزيادة بعد احتساب الضريبة، والكثير من التفسيرات وحجم الاقتطاع دون الرجوع إلى الجهات المالية التي لديها المعلومات والمعطيات والشرائح التي من الأولى أن تكون فيها الزيادات أعلى من شرائح أخرى ولكل منهم مأربه .
كذلك الأمر لم يأخذ «المصطادون في الماء العكر» أن هناك في مطلع العام «ترفيعة للموظفين 9%) بجميع فئاتهم وتوخي المرسوم الجمهوري أن تشمل الترفيعة مبلغ الزيادة الأخيرة وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه البعض الذين أخذتهم الأحاديث السلبية عن الضريبة المقتطعة من الراتب والتي لا تزيد وفقا للماليين عن (7000) ليرة سورية للموظف المسقف في الراتب وليس كما يتم تداوله ويقدر بنحو 13 ألف ليرة سورية!.
إن ما يجب أن يعرفه الجميع أن الزيادة على الرواتب جاءت لتحسين الوضع المعيشي لشريحة واسعة من المجتمع السوري وبالتالي لن يسمح بأن «تعطى باليد اليمنى لتؤخذ باليد اليسرى» وإن وجد أن شيئا من ذلك سيحصل لن يتم التأخر عن معالجة هذا الخلل، فأساس وجوهر الزيادة هو التخفيف من أعباء المواطن التي تثقل كاهله جراء الإرهاب والحرب الاقتصادية على وطنه وليس أي شيء آخر .
أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 1 – 12-2019
رقم العدد : 17135

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟