الملحق الثقافي:الحارث بن حلزة:
هو الحارث بن حلّزة بن مكروه، وهو من قبيلة بكر من وائل، من أصل بادية العراق. كان يكثر من شعر الفخر بقبيلته وأهله، حتَّى أصبح مضرب المثل في الجاهلية، فكانت العرب تقول: «أفخر من الحارث بن حلزة». هو شاعر من شعراء المعلقات العشر في الجاهلية، ومعلَّقته قصيدة طويلة نظمها على البحر الخفيف، وألقاها أمام الملك عمرو بن هند رداً على افتراءات عمرو بن كلثوم. وهي معلقة تتألف من خمسة وثمانين بيتًا من الشعر، كتبها بين عامي 554م و 569م، وقد ذكر الشاعر في مقدمتها وقوفه على ديار أسماء ووصف الناقة وبكى على فراق الأحبة، ثمَ بدأ بغرضه الرئيس وهو تكذيب أقوال قبيلة تغلب، ثمَّ افتخر بأهله من بني بكر، ثمَّ سعى إلى توطيد العلاقة بين بني بكر والملك عمرو بن هند من خلال مدحه والمرور على القرابة بين البكريين والملك، ويقول الشاعر في مطلعها:
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ
رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ
آَذَنَتنا بِبَينِها ثُمَّ وَلَّت
لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ اللِقاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمّا
ءُ فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
فالمحّياةُ فالصِّفاحُ فأعنـا
قُ فتاقٍ فعاذبٌ فالوفاءُ
فرياضُ القطَا فأوديةُ الشُّر
بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ
اختلف الرواة حول ولادته وسنّه. ذكر التبريزي أنه ألقى قصيدته هذه وهو في العقد الرابع بعد المئة، وذهب المستشرق «دوبرسفال» إلى أنه عمّر بعد تلك المناسبة ما يزيد على خمسة عشر عاماً، ومات ابن مئة وخمسين سنة. وقد اتفق الرواة أنه مات سنة 580م وكان عمره مئة وخمسين سنة.
التاريخ: الثلاثاء3-12-2019
رقم العدد : 976