الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
بيضاءُ كانت أمامي
تتردى أسطرُها
الواحد تلو الآخرِ
نحو الهاوية
لحظاتٌ عصيبةٌ
تلك التي تهشمتْ فيها
الحروفُ بين أناملي
وتكدستْ بلمحِ البصر
في بهو الورقةِ
فتاتُ الكلامِ
ونثراتُ الجملِ
والنقاطِ، والفواصلِ
كما تتكدسُ
بعد داهيةٍ
قطعُ الأواني
الضوضاءُ كرمحِ المغولِ
اخترقتْ سكوني
وحولي غرفةٌ
يلفها الصمتُ
وتسكنها أرواحٌ
لم تعد تبالي
خيالاتُ الأسماءِ تتراءى
تتراقصُ، تتفاعلُ
تنفصلُ، وتتصلُ
وأنا في محرابِ لامبالاتي
أعاني
وأنا في محرابِ اللااكتراثِ
أتضرعُ، وأتوسلُ
لأرى مجدداً تلك الوجوهَ
لأعودَ، وأعودَ
إلى جني ثمار تلك الليالي
قلمٌ منفصلٌ عن واقعه
ينزُّ حبراً في يدي
يتسلقُ قمةَ المجهولِ
فوق ساعدي
ويصرخ هامساً لنكتب
ولو كان السوادُ يعلو حاجبيّ
لنرسم
وإن كان السواد سيلف لوحتي
وإن كان السواد حالكاً
كإجهاض الأماني
ضحكتْ من كلامِ القلم
وهمهمتُ بدمعٍ لاذعٍ
ولكنّ الورقةَ تمزقت
والكلامَ تهمشم، واندثر…
التاريخ: الثلاثاء3-12-2019
رقم العدد : 976