بمجرد أن أعلن المؤتمر الانتخابي لاتحاد كرة السلة تجديد الثقة برئيس الاتحاد جلال نقرش لدورة انتخابية ثالثة، تعالت أصوات عديدة متسائلة عن الكيفية والطريقة التي فاز بها مجلس إدارة الاتحاد الجديد بثقة مؤتمر اللعبة، رغم كل الخيبات التي عاشتها سلتنا خلال السنوات العشر الماضية، بوجود معظم وجوه الاتحاد المنتخب حديثا .
في الحقيقة فإن السؤال الذي يجب أن يطرحه كثيرون لا يتعلق بالكيفية التي فاز بها الرجل (رئيس اتحاد السلة) برئاسة اتحاد لعبته، على اعتبار أن الانتخابات هي التي مددت فترة وجوده على رأس الهرم السلوي، ولكن السؤال الذي يجب التركيز عليه يتعلق بأسباب تجديد الثقة برئيس اتحاد السلة، رغم كل ما قيل عن العثرات التي تعانيها كرة السلة السورية منذ نحو عقد من الزمن.
طبعا عملية اختيار سين أو عين من الشخصيات لتكون على رأس أي مؤسسة رياضية أو في عضويتها، تقع على عاتق أعضاء المؤتمر الانتخابي الذين ينتخبون بدورهم الشخص الأنسب من وجهة نظرهم لقيادة هذه المؤسسة الرياضية، سواء أكانت نادي أو اتحاد أو لجنة فنية، و لذلك فمن المستهجن أن يخرج أعضاء أي مؤتمر انتخابي للتساؤل عن الكيفية والطريقة والأسباب التي أدت لنجاح فلان أو غيره، لأنهم كأعضاء مؤتمر يتحملون مسؤولية اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، والقادر بدوره على قيادة أو خدمة المؤسسة الرياضية التي وصل إلى مركز القرار فيها بشكل مثالي.
بكل صراحة فإن استهجان البعض من تجديد الثقة بمعظم وجوه اتحاد كرة السلة يعبر إلى حد بعيد عن أمرين، أولهما عدم وجود ثقة بخيارات أعضاء المؤتمر، وثانيها عدم وجود فهم كافٍ و وافٍ لمعنى العملية الانتخابية ضمن المؤسسات الرياضية، وبالتالي عدم وجود قناعة بنتائج هذه العملية، وفي الحالتين المذكورتين نحن أمام نقص حاد في ثقافة الانتخاب ضمن كافة مؤسسات المنظمة الرياضية الأم.
لو كانت القناعة مكتملة بشفافية نتائج العملية الانتخابية لاتحادات الألعاب، لما تابعنا كل الاستهجان المشار إليه، ولو كانت الغالبية العظمى تدرك وتفهم طبيعة المسؤولية التي تفرضها عمليه انتخاب اسم معين واختيار الأصلح والأفضل، لوجدنا أنفسنا ربما أمام نتائج مختلفة نوعاَ ما، ولكن طالما أن الوعي بماهية العملية الانتخابية والمسؤولية التي تفرضها هذه العملية لا يزال غير مكتمل، فمن الطبيعي أن نسمع دائما الكثير من الاعتراضات والانتقادات أياَ كانت النتائج.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 5-12-2019
الرقم: 17139