ثورة أون لاين- علي نصر الله:
38 سنة مرّت على إصدار مجلس الأمن الدولي قراره الذي يَحمل الرقم 497 – السابع عشر من كانون الأول 1981 أي بعد يومين من الإجراء الصهيوني – القاضي ببطلان ضم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجولان السوري المحتل.
38 سنة لم تَهدأ خلالها حركة أهلنا في قرى الجولان المحتلة الرافضة للاحتلال ولإجراءاته، ذلك من خلال تَصديهم البطولي الأول للاحتلال عقب إعلان قرار الضم، ثم إلى عَقد اجتماع خَلص لإصدارهم الوثيقة الوطنية 25 آذار 1981 التي أكدوا فيها سورية الجولان، وتَمسكهم بالهوية الوطنية السورية، ورفضهم أيّ إجراءات تترتب على الإعلان المَرفوض، وصولاً إلى الإضراب الشامل 14 شباط 1982 الذي استمر ستة أشهر.
اليوم تَتَجدد ذات الروح الوطنية في أهلنا بالجولان، كما كل سنة، بأيامها وساعاتها المُتصلة، المُفعمة بالصمود والتصدي، المَملوءة تحدياً للاحتلال وإجراءاته، وللاعتراف الأميركي الأحمق بسيادة الكيان الغاصب على الجولان، حيث يُثبت أهلنا هناك برفضهم القاطع أن لا قيمة للوثيقة التي وقعها الأحمق دونالد ترامب في 25 آذار 2019.
لا شك أن قرارات الأمم المتحدة – القرار الأخير الذي اعتمدته قبل أيام ببطلان قرار الضم – شَكّلت رداً على إجراءات الاحتلال وعلى حماقة ترامب، غير أن ذلك لا يكفي، وكان ينبغي على الدول الأعضاء فيها أن يكون لهم وللمنظمة التي يجتمعون تحت مظلتها مواقف أخرى أكثر جدية ومسؤولية، إذ ليس مَقبولاً بالمُطلق أن تقف الجمعية العامة مَوقف العاجز عن تنفيذ القرار 497 بعد 38 سنة!.
صحيحٌ أن اعتماد قرار جديد في الجمعية العامة بصدد الجولان يُؤكد أن شيئاً لم يَتغير بوضعه القانوني، يُمثل رداً على الاحتلال وعلى حماقة ترامب بالاعتراف، غير أن ذلك لا يُبرر الصمت الطويل، ولا يَكفي بحال من الأحوال، خصوصاً عندما يَذهب العالم الغربي المُنافق والتابع للولايات المتحدة إلى تنفيذ قرارات أخرى لمجلس الأمن تحت الفصل السابع، باستخدام القوة، فيما تمتنع أميركا والغرب عن ذلك عندما يتعلق الأمر باسرائيل!.
ازدواجية المعايير المَقيتة التي يَنتهجها الغرب وأميركا، إذا كانت قد تَبدت غير مرّة، بل مئات المرات هنا وهناك، كحالة شاذة تَزدري القرارات الدولية والمواثيق وشُرعة الأمم المتحدة، فإن ذلك لا يُقلل من أهمية وثَبات الحق العربي الفلسطيني والسوري، سواء باستعادة الحقوق المُغتصبة والأراضي المُحتلة بكل السبل والوسائل المتاحة .. سنَستعيد القدس والضفة والجولان طال الزمن أم قصر، وستبقى القدس عربية فلسطينية، والجولان سوري الهوية والانتماء.