التداخلات الإقليمية والدولية ودورها في محاولة تصديع الهوية الوطنية في ندوة فكرية دولية في ثقافي أبو رمانة

افتتحت مساء امس الندوة الفكرية الدولية التي تقيمها وزارة الثقافة تحت عنوان (التداخلات الإقليمية والدولية واختلاف المشروعات السياسية ودورها في محاولة تصديع الهوية الوطنية) وذلك على مدار ثلاثة أيام، في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
وتحدث الدكتور بسام أبو عبد الله في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور توفيق داوود عن الدور التركي ومحاولة إحياء السلطنة العثمانية، وقال: إن الإشكالية المهمة التي يجب الإشارة إليها هي أن نشوء السلطنة العثمانية يشبه إلى حد كبير نشوء كيان الاحتلال الإسرائيلي وأميركا، إذ قامت على الإبادات الجماعية للسكان الأصليين، وانتهاج سياسة النهب والاغتصاب، ولم يكن تبني أولئك لقضية الإسلام سوى واجهة ايديولوجية لإخفاء أهدافهم الحقيقية، واليوم أردوغان عاد لانتهاج النزعة التوسعية تحت مسمى العثمانية الجديدة الذي سينضج حسب منظريه في العام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لسقوط السلطنة العثمانية. واستعرض أبو عبد الله مظاهر إعادة العثمانية الجديدة من خطاب الهيمنة الى التعليم الديني الإلزامي إلى موضوع الرموز السياسية وحتى التراث المعماري والمراسم الرسمية، والأهم من ذلك كله هو الصلاحيات الرئاسية التي تشبه صلاحيات السلاطين، مشيرة الى شخصية اردوغان الاستبدادية الإقصائية والتي لا تعترف بالآخر.
بدروه أكد العميد أمين حطيط من لبنان أن الحرائق الجهنمية التي أضرمت في أوطاننا تحت عنوان مزور اسمه «الربيع العربي» جاءت تنفيذاً لمشروع خارجي يتقاطع مع طموحات إقليمية شيطانية، للعبث بمصير المنطقة وتهديد الإنسان فيها وجوداً وهوية وطنية.
وقد استعرض حطيط عناصر الهوية الوطنية وحددها بالعناصر الضرورية والعناصر التكميلية، مبيناً كيفية مواجهة الأخطار الخارجية والآليات التي يجب اتباعها في هذا الخصوص. وتحدث حطيط عن الكيانات الخليجية من حيث أنها تقوم بمهمة وظيفية خدمة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة من خلال ضرب الدول العربية القوية المركزية ذات الموقع الريادي في قيادة الأمة العربية وهي سورية ومصر والعراق والجزائر، وكذلك منع تشكل الموقف العربي المشترك المناهض لأميركا والصهيونية وتفكيك حركات المقاومة.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها عطية مسوح أكد أبو الفضل صالحي نيا المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية بدمشق في محاضرتة بعنوان «مشروعنا في مواجهة مشاريعهم لإحياء هويتنا الحضارية» أن الهوية الوطنية تعود بجذورها إلى عمق التاريخ حيث تتشكل تدريجياً من الثقافة والفن والعادات والسنن المشتركة للمجتمع، وقال: إن الهوية الوطنية ليست مستوردة ولا يمكن استيرادها أو فرضها على المجتمع بالقوة.
وأشار صالحي نيا إلى أن الأعداء توجهوا إلى خيار الحرب الناعمة بأشكالها المتنوعة الثقافية والإعلامية والنفسية لاستهداف تماسك مجتمعنا والنسيج الوطني لدولنا لتحقيق أهدافهم العدوانية بعدما فشلوا في الحرب العسكرية المباشرة كما في حرب تموز 2006.
وختم صالحي نيا بالقول: إن محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى واستطاع أن يفشل مشروع تفكيك دول المنطقة، من خلال تحقيق هذا المحور حتى الآن إنجازات نوعية في شتى المجالات العسكرية والعلمية والتقنية والصناعية وهو ما اعترفت به المؤسسات الدولية المختصة.
من جانبها تحدثت الدكتورة أشواق عباس عن الدور الروسي في فتح آفاق جديدة في النظام العالمي وأشارت الى تمكن روسيا من إعادة إنتاج بنية من العلاقات تضع موسكو بموقع القطب الوحيد الذي لديه علاقات مع كل الأطراف الدولية على عكس الولايات المتحدة الأميركية، وساقت مثالاً على ذلك دورها في الوقوف إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وكيفية تواصلها مع جميع الأطراف.

 

دمشق – الثورة – راغب العطية:
التاريخ: الاثنين 16-12-2019
الرقم: 17147

 

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة