سمة عامة

 

 

في كل مرة تعلن فيها إدارات المصارف العامة عن كتلة الأموال المكدسة لديها لا تدرك أن مثل هذه التصريحات اعتراف صريح من قبلها بغياب الرؤية والآليات التنفيذية وحتى عدم المعرفة بطبيعة وظروف و احتياجات المرحلة الحالية لتوجيه قسم من تلك الاموال في قنواتها الاقتصادية المحققة للجدوى والفائدة ولاسيما على صعيد منح القروض سواء للأفراد أو المؤسسات والشركات .
وفي حجج الإدارات المصرفية الكثير من الأسباب التي تجعلهم يعدون للمئة وليس للعشرة قبل التفكير في إعادة منح القروض بصيغ جديدة وبأعداد ومطارح مبتكرة ولسان حالهم يردد المثل القائل (من لدغ بالحليب ينفخ في اللبن) والأسلم بالنسبة للعديد منهم عدم خوض غمار مثل هذه المغامرة والحفاظ على موجوداتهم التي لا تزال الجهات المعنية تعيش حتى الآن تبعات التسيب والتساهل وعدم الحس بالمسؤولية من قبل إدارات ولجان سابقة حكمت البعض منهم المصالح الضيقة والمحصلة كانت تضييع مليارات الليرات السورية جراء التلاعب والفساد الذي رافق عمليات تقييم إمكانات من منحوا القروض والتراخي في ضمان حق المصارف وصولاً للمرحلة الحالية التي تجهد فيه الحكومة لاسترداد أموال القروض المتعثرة منذ سنوات .
ولعل تلك الارقام المخجلة لأعداد الناس التي استفادت من بعض القروض التي أعلنت عنها المصارف ومنها قرض السلع المعمرة وغيرها من القروض الضيقة الأفق والتعجيزية بشروطها خير دليل عن قلة حيلة أصحاب القرار في المصارف ومن خلفهم القائمين على السياسات النقدية والمالية الذين يدورن بنفس الحلقة المفرغة منذ سنوات دون التمكن من قيادة دفة السفينة ووضعها في طريقها الصحيح والسليم.
حالة الاستكانة والركود التي وصلت حد استسلام البعض وقلة المبادرات الخلاقة والقدرة على التعاطي مع واقع وتحديات المرحلة سمة باتت تميز غالبية المواقع الوظيفية لدينا ولا تقتصر فقط على إدارات المصارف العامة محصلتها ظهرت جلية في قرارات وإجراءات في مختلف القطاعات متسرعة وخاطئة وفي أحيان كثيرة كارثية ساهمت بشكل كبير في تفاقم الوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي بالبلد .
وعندما تظهر على السطح بعض الأفكار والمبادرات العملية والمفيدة من كوادر تتواجد في العديد من الوزارات والإدارات العامة تتكاتف أيادي المخربين والفاسدين والمستفيدين من استمرار هذا الوضع لإحباطهم وتفشيلهم لإيهام أصحاب القرار أن الحلول للعديد من الملفات والقضايا غير ممكنة في وقت هي متاحة وتنتظر من يأخذ بها .

هناء ديب

التاريخ: الخميس 19 – 12-2019
رقم العدد : 17150

 

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين