يغفو المشهد على كوابيس التصعيد المتدحرج والممنهج الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية مع شركائها وأدواتها لتكريس واقع جديد بقواعد اشتباك من شأنها أن تعطي الأميركي مساحات واسعة من الابتزاز والضغط والاستثمار في كل التحولات والمنعطفات السياسية والميدانية.
في حقيقة الأمر، يبدو المشهد مرشحاً للانفجار بأي لحظة برغم الهدوء النسبي الذي يلفه، وهذا يُعزى إلى سلوك أطراف الإرهاب، لاسيما سلوك الأميركي والتركي والإسرائيلي الذين لايزالون يصعدون ويناورون ويراوغون في حسم مواقفهم على الأرض، خصوصاً نظام أردوغان الذي يصر على التشبث بالخداع والهروب الى الأمام بعيداً عن تنفيذ وتطبيق التزاماته وتعهداته التي لطالما تشدق بحرصه على تنفيذها وتطبيقها، خصوصاً فيما يتعلق بإرهابييه الذين يظنون أنهم يتخذون من مدينة إدلب حصناً قد يحميهم من الجيش العربي السوري القادم إليهم عاجلاً غير آجل.
كل المعطيات القائمة على الأرض والتي باتت واقعاً راسخاً في عمق المشهد، تؤكد أن محاولات أطراف الإرهاب للتصعيد والعبث بعناوين المشهد سوف تبوء بالفشل وسيكون مصيرها كسابقاتها، وهذا يعود إلى استحالة العودة إلى الوراء وإلى استحالة فرض أي من الشروط والخطوط على الدولة السورية التي لا تزال تدافع عن كرامتها وسيادتها ووحدتها بدماء وتضحيات أبنائها، وهذا الأمر باتت تعرفه وتفهمه جيداً تلك الأطراف، خاصة الكيان الصهيوني الذي يندرج عدوانه بالأمس ضمن هذا السياق، فالرهان على كسر إرادة دمشق أضحى من المستحيل.
الدولة السورية ماضية في حربها على الإرهاب حتى دحره هو و داعميه من كامل الجغرافية السورية، وكل محاولات التصعيد والتسخين من قبل منظومة الإرهاب لن تستطيع أن تحقق أهدافها مهما استشرست الأخيرة في إرهابها وإجرامها، ذلك أن دمشق قد وضعت على أجندتها السياسية والميدانية كل الاحتمالات والخيارات والتوقعات.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 24-12-2019
الرقم: 17153