ثورة أون لاين- ديب علي حسن:
لن نبالغ إذا ما قلنا إنه على العالم كله , بحدوده البرية والمائية وامتداده , شرقا غربا , شمالا جنوبا , أن يشعل ألف الف شمعة لسورية الخلاص , ميلاد السيد المسيح الذي كان قبل ألفين وعشرين عاما , والمسيح السوري الذي علم العالم المحبة والالفة والنور , وافتدانا جميعا , هو اليوم يولد من جديد , هنا على ارض سورية الطاهرة المباركة.
فكما تقدس زيتونها وتينها وعنبها , وكانت طريق بولس إلى النور , ومن ثم إلى الكون كله , هي اليوم تعيد نشر النور بدماء الشهداء الذين رووا تراب الوطن , تسع سنوات من الفداء ليس لسورية وحدها , كما كان الجود يوما ما , سيبقى ولن يتغير الدور مهما قست الظروف وطغى العدوان .
يوم الميلاد أبعد من احتفاء عادي , اليوم له طعم آخر , علينا أن نحرسه , ان نفديه , وهذا أيضا واجب عالمي , لأن الإرهاب الذي استهدف سورية عابر للحدود , يريد أن يطال العالم كله , قيم المحبة والتسامح , يريد أن تكون لغة القهر والتعصب هي السائدة , واللافت بل الغريب أن من يدعون أنهم العالم المتحضر يقدمون له الدعم بكل ما تحمله الكلمة من معنى , اليوم وقفة هي جردة حساب بسيطة , لكنها تحمل عتبا على كل مؤمن بقيم الميلاد ولايعمل بها , تحمل صرخة أن الميلاد للكون كله , وهذا الشأن السوري , تجولوا في سورية لتروا وتعلموا أنها نبراس المحبة وشجرة الميلاد التي ستبقى تفيء على الجميع , سورية تفتدي العالم , ومنها كان الفدائي الأول .

السابق