عقاربُ الوقت تمتهنُ الغفلة وتسرقنا، تمنعنا من تلمُّسِ معنانا فيه وقيمتنا.. تخطفنا إلى العدم الذي بات يعترينا، ولا جدوى من بحثنا عنّا لطالما الجدوى فينا.. نلوذُ في خيبة الحياة، نتأمّلها تهدرنا مع الثواني والدقائق واللحظات..
نشيح عن عقارب الوقت، نجدُ عقارب كلّ شيءٍ تلدغنا بصمت.. نرنو إليها وهي تلوك ما تبقّى لنا من أمل، نعجز عن إيقافِ نهمها لابتلاعنا بلا خجلْ.. نسارع للهروبِ منها ونعود إليها، نختفي لكنها لا تكتفي باحتكارنا فيها..
تلسع أعمارنا بانتظارٍ يؤلمنا، ينزُّ الصَّبر صبراً يتَّسع فيه جرحنا.. نتظاهرُ باللامبالاة كي لا نُقهر أو نتقهقر، لكن العقارب تكبر وتتكاثر أكثر.. نشعر وكأنها باتت فينا مدى، قضى علينا والقضاءُ أبداً ما انقضى..
هي عقاربُ كلّ شيء والجشع، يسكن فيها بلا إحساس أو وجع.. ينسلُّ كالوباءِ وينتشر، لا يريدنا أن ننتصر.. سننتصر ولن نموت وسننتشل، كلّ وقتٍ يمرُّ دون أن ننهمر.
كما الحياة في وطنٍ لا ننعتقُ منه، نتجدد بهِ فيا العقارب ابتعدي عنه.. دعيهِ بفضاءِ عينيه، يتّسع يرنو إلينا وإليه.. لقد مقتَ لسعاتك، فتنفَّسي منها غاياتك.. رُدِّي عنه وعنا آذاكِ، هو هوانا، وليس هواكِ..
هفاف ميهوب
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161