«لقد كانت شاردة تقلّب الواتس بحيرة لم تعرف لها قراراً, في الحقيقة كانت تتمنى لو تبقى بمفردها لتبكي تبكي إلى يوم القيامة, منذ شهر تقريباً وشعور الظلم لا يفارقها, في أي لحظة قد تغرق عيناها بالدموع، أو تبكي بحرقة أمام أتفه سبب, كل ذلك يهون أمام نفورها من الناس، الذي بدأ يتسلل إلى فؤادها. و يطرق أعماقها متبعثراً حول أي أمر يزعجها, طموحها الآن أصبح بعض الحيل.. بعض الحيل فقط لتطرد تلك الحاجة المتزايدة للابتعاد عن البشر, هي إنسانة أيضاً.. يكربها الظلم كما يزعجها منعها من العمل مهما كان تافهاً. نظرت إلى أمها بنظرات غائبة، ثم عادت وقرأت ما كتب على صفحة الواتس؛ «نقابة الحرفيين تدعو السادة الأعضاء إلى الاجتماع اليوم في الساعة الواحدة ظهراً..». لوهلة خيل إليها أنها ذهبت إلى هناك ووقفت وسط القاعة.. ثم راحت تصيح صارخة بأقصى غضبها:
«ليس عدلاً.. ما حصل لي ظلم لا يحتمله أي إنسان، أو يستحقه من ينبض قلبه بالخير وحب الحياة.
ما الذي يضير في صنع الدمى؟ لأني كنت أعلم النساء ذلك، وأستثمر الوقت الضائع بهواية مفيدة، نقلت إلى ضيعة نائية. حصل ذلك بسبب شكاوى أزواج النسوة، كما أن مدير المدرسة لم يستوضح عمّا أفعله معهن في قاعة الدرس أثناء الفرص، فأبعدوني إلى الحدود التركية. عوقبت من دون أن أستجوب حتى!. بذمتكم هل أستحق النقل؟».
صدرت المجموعة عن دار الحوار باللاذقية للكاتبة ربى منصور.
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161