الأطماع وأوهام القرصنة بالبحر المتوسط تغذي نزعة العثمانية الاستعمارية …في خطوة تشعل فتيل التصعيد.. البرلمان التركي يطلق يد أردوغان الآثمة لغزو ليبيا
محاولات حثيثة يقوم بها النظام التركي لمد اذرعه الارهابية لتطول ليبيا واستماتات محمومة يسرع من خلالها رجب اردوغان خطواته لضمان موطئ قدم استعماري له في شمال افريقيا تطل على البحر المتوسط وتجاور مصر والجزائر ونيجيريا وتشاد، وكلها دول هامة في أمن واستقرار القارة عبر البوابة الليبية ليمارس من خلاله افعال القرصنة والبلطجة والابتزاز لدول المنطقة واوروبا وتسعى انقرة عبر تعزيز وجودها العسكري العدواني في ليبيا إلى تحقيق جملة غايات من ضمنها رغبة انقرة بتوسيع دائرة عربدتها العدوانية والاحتلالية في المغرب العربي عبر انشاء قواعد عسكرية تركية في المنطقة، وفي ذات الوقت السيطرة على ليبيا يؤدي إلى تهديد أمن مصر ويدعم ارهابيي الإخوان الذين ينضوون تحت العباءة التركية كذلك البحث التركي عن مساحات نفوذ استعماري جديدة بعد خساراتها المتلاحقة في سورية نتيجة التقدم الكبير الذي يحققه الجيش العربي السوري في الشمال وعدم وجود أفق محتمل لإقامة ما يسمى «المنطقة الامنة» المزعومة، كما تراجع الدور التركي في العراق بسبب رفض بغداد تدخلها في الشمال العراقي.
تعمل تركيا على دعم ميليشيا الوفاق وتنوي رفع قوام مسلحيها الى قرابة 50 ألفا، وخاصة من التنظيمات الارهابية في سورية فيلق الشام الارهابي ومجموعة السلطان مراد و لواء السلطان سليمان شاه الارهابيين، وهو ما أشار إليه تقرير حديث لصحيفة «ميدل إيست آي» التي رجحت تولّي «فيلق الشام» الإرهابي المقرب من أنقرة، زمام المبادرة في هذه العملية العدوانية، وذلك بسبب شراكة ارهابييه سابقاً مع ميليشيات ليبية، إذ «سبق وأرسلت الميليشيات الليبية في طرابلس، أسلحة وذخيرة في عام 2011 لدعم مجموعات ارهابية مسلحة في سورية، إلى جانب إرسال عدد من ارهابييها ومتزعميها إلى الاراضي السورية، كما أرسل «فيلق الشام» الارهابي في المقابل ارهابيين لتقديم المشورة لميليشيا الوفاق في عام 2014 فضلاً عن أن نقل الإرهابيين من الشمال السوري باتجاه ليبيا في ظل تقدم الجيش العربي السوري واستعادته للأراضي السورية فإن هؤلاء قد يهربون لتركيا وقد يتحولون لقنابل ارهابية موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
على صعيد متصل كشفت بعض المصادر الليبية عن أن طائرات أوكرانية تقوم برحلات جوية بين تركيا وليبيا، وعلى متنها أسلحة ومعدات من تركيا إلى ميليشيا الوفاق فضلاً عن نقل ارهابيين من الشمال السوري.
كما كشف تقرير لمنظمة العدل والتنمية للدراسات عن اعتزام مشيخة قطر نقل ما يزيد على 10 آلاف إرهابي من الدول الإفريقية المجاورة لليبيا، ونقلهم عبر الحدود التشادية للقتال بجانب ميليشيا الوفاق لمنع سقوط العاصمة طرابلس بأيدى الجيش الوطني الليبي.
وحذر زيدان القنائي المتحدث الرسمي للمنظمة من نقل قطر لتنظيمات إرهابية من دول تشاد والنيجر ومالي للقتال بجانب ميليشيات السراج بليبيا، وذلك عبر الحدود التشادية مع ليبيا، والتي تخضع لسيطرة ميليشيا الوفاق ما سيسهل عمليات نقل التنظيمات الإرهابية من إفريقيا إلى ليبيا.
وأكدت المنظمة أن مشيخة قطر تقدم إغراءات للتنظيمات الإرهابية بإفريقيا، ومن بينها «القاعدة» للقتال بليبيا تتضمن تلك الإغراءات منحهم الجنسية الليبية، وإغراءات مالية ضخمة، وتوطينهم داخل ليبيا ودمجهم بالمؤسسات العسكرية والأمنية.
وفي السياق اتهمت الحكومة الليبية الوطنية بقيادة المشير خليفة حفتر ميليشيا الوفاق في طرابلس، بنقل مرتزقة من مطار إسطنبول إلى مطار معيتيقة الليبي.
وتعليقا على تقرير إذاعي فرنسي أشار إلى إرسال قوات عسكرية غازية ومرتزقة ارهابيين مأجورين من إسطنبول للقتال إلى جانب ميليشيا الوفاق في طرابلس، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية الوطنية حاتم العريبي في تصريحات لوسائل اعلامية «وجود رحلات غير مجدولة لطيران الأفريقية والليبية لنقل المرتزقة بين مطاري إسطنبول ومعيتيقة».
يذكر أن إذاعة «RFI» الفرنسية، أفادت قبل يومين بوصول عدد كبير من «االمرتزقة الارهابيين من الاراضي السورية إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة، مشيرة إلى هبوط 4 طائرات تحمل مرتزقة ارهابيين من التنظيمات الارهابية الموالية للنظام الارهابي التركي في مطار معيتيقة الليبي بين يوم الجمعة والأحد الماضيين نقلا عن مصادر بالمطار.
كما أضافت بأن «المعلومات بخصوص وصول ارهابيين من التنظيمات الارهابية في سورية أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، تتواتر الواحدة تلو الأخرى»، بعد نشر مقاطع فيديو مؤخرا وثقت حضورهم في العاصمة طرابلس.
ويرى محللون ان من اهم اهداف التدخل التركي السافر في ليبيا هو السيطرة على مصادر الطاقة والهيمنة على الغاز قبالة السواحل القبرصية وتحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب.
كما يشير المحللون الى أن النظام التركي يستهدف من تأسيسه قاعدة عسكرية جديدة في طرابلس تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية، أولها الرغبة في فتح أسواق جديدة للأسلحة التركية عبر تصديرها الى الميليشيات الاخوانية، وهو ما ينعكس على الاقتصاد التركي الذي يعاني انهيارا غير مسبوق بشكل إيجابي، كما تمثل الأوضاع في ليبيا سوقاً مهماً لاختبارات السلاح التركي الذي سيستهدف الليبيين، اضافة الى استثمار سيطرتها العدوانية في ليبيا لتهديد أوروبا بالمزيد من موجات النزوح لابتزازها اقتصاديا.
الى ذلك وافق البرلمان التركي الذي يسيطر على اكثر اعضائه حزب اردوغان الحاكم على مشروع قانون يسمح بنشر قوات تركية غازية في ليبيا ما يفتح باب الفوضى والاضطراب في المشهد الليبي على مصراعيه وينذر بحرب واسعة على الاراضي الليبية التي لن يسكت جيشها الوطني عن التدخل التركي العدواني السافر مؤازرة للميليشيات الاخوانية.
حيث تم التسويق لهذا القانون في سياق ما يسمى الاتفاق التعاون العسكري والأمني الذي وقعه أردوغان ومتزعم ميليشيا الوفاق فايز السراج، والذي تمت صياغته تمهيدا لإرسال جنود اتراك أو عناصر من الشرطة اضافة الى المرتزقة الى الاراضي الليبيبة.
وشككت أطراف دولية عديدة بشرعية الاتفاقات العسكرية والحدودية بين تركيا وميليشيا السراج؛ كون الاتفاق يحتاج بالضرورة إلى موافقة البرلمان الليبي، وهي الموافقة التي لم تحصل؛ كون البرلمان أعلن رفضه لها واعتبرها تسويقا للاحتلال العثماني.
بموازاة ذلك وعلى الصعيد الميداني العسكري تواصل قوات الجيش الوطني الليبي تقدمها في العاصمة الليبية طرابلس حيث فرضت قوات الجيش الليبي سيطرتها على آخر نقطة في حي بوسليم الذي يعتبر أكبر أحياء العاصمة طرابلس، ويمثل المدخل الجنوب غربي للمدينة، بحسب مصدر عسكري.
وقال متحدث عسكري باسم الجيش الوطني الليبي إن «قوات الجيش بسيطرتها على حي الروابش يعني أنها سيطرت بالكامل على مدخل طرابلس الجنوب غربي، والذي يبدأ من سيمافرو طريق المطار حتى عمارات حي اﻷكواخ».
وأضاف الخالدي أنه «بهذه السيطرة تكون الطريق ممتدة إلى قلب الهضبة الخضراء بمسافة من 2- 3 كيلومترات إلى قلب العاصمة طرابلس».
وتابع أنه «بسيطرة الجيش على حي الروابش أصبحت مداخل بوسليم تحت سيطرة الجيش، بما في ذلك عدة شوارع وطرق مهمة منها شارع يتجه غربا إلى طريق الجبس أحد أهم الشوارع إلى قلب طرابلس».
وأشار المصدر إلى أن «قوات الجيش موجودة الآن بالشارع الرابط بين أهم أحياء طرابلس وهي السواني والعزيزية وكذلك الشارع المتجه جنوبا الى مطار طرابلس، كما أحكمت قوات الجيش سيطرتها على الشارع المتجه شماﻻ والمؤدي إلى وسط المدينة بمحاذاة جسر الحديد الذي لا تفصله سوى بضع مئات من الأمتار عن مقر وزارة داخلية حكومة الوفاق وترتبط هذه الشوارع بطريق يتجه شرقا وتحديدا إلى الرابش ثم حي بوسليم».
وأشار المصدر إلى أن «خطة القتال الآن، هي ربط مناطق طرابلس من بوسليم إلى حي سيدي خليفة ومنها إلى باب العزيزية ثم جامع القدس، مرورا بحي بوهريدة ومنه إلى شارع عمر المختار، والذي يمكن الوصول منه إلى ميدان الشهداء في قلب طرابلس».
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161