الملحق الثقافي:سهير زغبور:
هاأنذا اليوم أجد ذاتي الثالثة
ليس الأمر وقوفاً على تخوم عام قادم
وليست (جردة حساب) لعام مضى
هي رحيل كالموت.. وعودة كالحياة
حيث لاشيء يشبهني
أتذكر عن ذاتي الأولى طيبتها حد السذاجة
أتذكر دمها الهارب بالجراح
أتذكر خفافيش الظلام تفقأ الضوء بعينيها
أتذكر خاصرتها المثخنة بسهام الغدر
وأتذكر أيضاً كفيها الممتلئتين غفراناً
ماعدا لحظة انتحارها
حين لم يعد للغفران متسع
وحين بات الدفتر أرمل
كان لا بد من ذات أخرى
تتلبس جلدها بالشوك
قبل أن يسرق عطرها
تئد قلبها قبل أن يُقتل عنوة
تبتر لسانها قبل أن يصمت
ذاتاً تقص مخالب الغابات
قبل أن تجلس بظلها
ذاتاً تبخر ملح البحر قبل تعطش
ذاتاً تعلمت الغياب قبل أوان الشمس
ذاتاً أخذت بثأر آخر ورقة
لأجد على الضفة الأخرى من روحي
ذاتاً ثالثة
متعبة من حربها وسلامها
من صمتها وكلامها
ذاتاً مستريحة من كل شيء
مفرغة من ذاكرتها
متبرعة بدفاترها
إلى أقرب رصيف
لعل أحد المارة يشتري منها
حكايا يقرؤها لأولاده كل مساء
التاريخ: الثلاثاء7-1-2020
رقم العدد : 981