شــــرق المتوســـــط .. حـــــرب الغـــاز تشـــتعل

شرق المتوسط.. أو بحر النزاعات.. حيث بات اسمه اليوم يعكس أطماع دولية كبيرة بما تحويه درر هذا البحر من ثروات .. فحرب الغاز تشتعل و التوتر يتصاعد بين دول حوض شرق البحر المتوسط.. فالأزمة بين تركيا وقبرص ذهبت حد العراك السياسي والتفاف اردوغان على اليونان والإبحار بالعثمانيين الجدد كما أسماهم الى المياه الليبية لينفذ مشروعه الذي وقفت في وجهه اليونان ..اما في لبنان فالصراع احتدم مع الكيان الاسرائيلي ودخلت الدول الأوروبية للتوسط لأنها مستفيدة وتحاول اعطاء المحتل حصة من الثروات لايملكها فمن يحتل الأرض يحتل البحر أيضا ..
عام 2018 كان حافلا عندما منحت لبنان ثلاث شركات أجنبية رخصا للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة فعلقت اسرائيل بوقاحة بأن هذا العمل تحدّ سافر وعمل استفزازي، وأن قبول الشركات الأجنبية بهذا الأمر هو بمنزلة خطأ فادح وردَّت الحكومة اللبنانية على هذا التصريح بسلسلة من التصريحات التي تدافع فيها عن حقها.
هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قدرت غاز شرق حوض البحر المتوسط بما يقارب ١٢٢ تريليون م٣ من مصادر الغاز غير المكتشفة في الحوض قبالة سواحل سورية ولبنان وفلسطين المحتلة وغزة وقبرص، بالإضافة إلى ما يقارب ١٠٧مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج، وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبقى في إطار التقديرات ولا تشمل أيضا الأرقام المتعلقة بحوض دلتا النيل.
وبالرغم من التراكض الدولي على الغاز الا أن وجوده لايعني شيئا للدول ما لم تتوافر شروط استخراجه وتصديره أو الاستفاده منه لذلك تتراكض الشركات الغربية للاستثمار في هذا الاستخراج الذي يعد معقدا من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والقانونية اضافة الى الاطماع التركية والاسرائيلية التي يسيل لعابها على غاز شرق المتوسط والتي تنذر بنشوب صراعات تصل حد التصادم العسكري
أوروبا أيضا تطل برأسها على الغاز حيث تسعى الدول الأوربية التخفيف من استيراد الغاز الروسي اذا ما حصلت على كعكة كبيرة في الاستثمار في غاز شرق المتوسط أما واشنطن فتنظر الى ثروات البحر هذه بعيني اسرائيل فقط.. فهل للمحتل نصيب من الثروات..
تتسارع الدول لترسيم حدودها البحرية ولسورية أيضا استعداداتها فهي بحسب وزارة النفط لديها حتى الآن مايقارب الخمس بلوكات وهي أيضا تضع غاز شرق المتوسط في خططها وتحافظ على حصتها المائية وحدودها الاقليمية وستسعى جاهدة بعد أن تتجاوز كل العقبات الفنية التي سببتها الحرب الى أن تكون في مقدمة الدول التي تستخرج ثرواتها بامكانيتها وتحت سيادتها ..
ع.ش

 

التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020
رقم العدد : 17168

 

آخر الأخبار
واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال